مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

300 شخصية توقع بيانا يدين “معاداة السامية الجديدة” في فرنسا

وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب (يسار) ووزير الشباب كريستوف كاستانير وامام جامع درانسي حسن شلغومي في تظاهرة في 28 آذار/مارس 2018 في باريس بعد مقتل ميراي نول (85 عاما) وهي يهودية في منزلها في جريمة مرتبطة بمعاداة السامية حسب الشرطة afp_tickers

وقعت 300 شخصية في فرنسا بيانا نشرته صحيفة “لو باريزيان” الاحد، ضد “معاداة السامية الجديدة” التي يغلب عليها “التطرف الاسلامي”، مدينة “الصمت الاعلامي” وعملية “تطهير عرقي بلا ضجيج” في بعض الاحياء.

وقال البيان “نطلب ان تصبح مكافحة هذا الاخفاق الديموقراطي الذي تمثله معاداة السامية، قضية وطنية قبل فوات الاوان، وقبل الا تعود فرنسا، فرنسا”.

ووقعت البيان شخصيات سياسية يمينية ويسارية بينها الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي وزعيم اليمين لوران فوكييه ورئيس الوزراء الاشتراكي الاسبق مانويل فالس ورئيس بلدية باريس الاشتراكي السابق برتران دولانو، وفنانون بينهم المغني شارل ازنافور والممثل جيرار دوبرديو، ومثقفون ومسؤولون دينيون يهود ومسلمون وكاثوليك.

وقال البيان “في تاريخنا الحديث قتل احد عشر يهوديا — تعرض بعضهم للتعذيب — لانهم يهود بايدي اسلاميين متطرفين”.

ويشير موقعو البيان بذلك الى مقتل الشاب ايلان حليمي في 2006 والهجوم على مدرسة يهودية في تولوز (جنوب) في 2012 والاعتداء على محل لبيع الاطعمة اليهودية في باريس في 2015، وقتل ساره حليمي في باريس في 2017، ومؤخرا قتل سيدة ثمانينية تدعى ميراي نول في العاصمة الفرنسية.

وعثر على هذه السيدة في 23 آذار/مارس مقتولة بطعنات سكين وجثتها متفحمة جزئيا، في شقتها. وشارك آلاف الاشخاص في “مسيرة بيضاء” ضد معاداة اليهود بعد جريمة القتل هذه الذي ثبتت نيابة باريس طابعها المعادي للسامية.

وقال البيان ان “الفرنسيين اليهود معرضون لخطر مهاجمتهم اكثر ب25 مرة من مواطنيهم المسلمين”.

وتابع موقعو البيان ان “عشرة بالمئة من مواطني منطقة ايل دو فرانس اليهود — اي حوالى خمسين الف شخص — اضطروا للانتقال (الى مناطق اخرى) لانهم لم يعودوا في امان في بعض الاحياء ولان اولادهم لم يعودوا قادرين على الذهاب الى مدرسة الجمهورية”، معتبرين ذلك “تطهيرا عرقيا بلا ضجيج”.

واضافوا ان “ارهاب” معاداة قاتلة للسامية “ينتشر مثيرا في الوقت نفسه الادانة الشعبية وصمتا اعلاميا ساهمت المسيرة الاخيرة في قطعه”.

واشار البيان الى ان “التطرف الاسلامي — ومعاداة السامية التي ينشرها — يعتبر من قبل جزء من النخب الفرنسية حصرا، تعبيرا عن تمرد اجتماعي”.

وتابع “الى معاداة السامية القديمة لليمين المتطرف، تضاف معاداة السامية لجزء من اليسار الراديكالي الذي وجد في معاداة الصهيونية ذريعة لتحويل قتلة اليهود الى ضحايا للمجتمع”.

واشار الموقعون الى “معاداة السامية الجديدة” هذه التي تنتشر في الاحياء الشعبية تحت تأثير اسلام مرتبط بالهوية وراديكالي.

لذلك طلبوا ان “تعلن السلطات الدينية ان آيات القرآن التي تدعو الى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين باطلة، كما حدث في عدم التجانس في الكتاب المقدس ومعاداة السامية الكاثوليكية التي الغاها (مجلس) الفاتيكان الثاني، حتى لا يتمكن اي مؤمن من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة”.

وتفيد ارقام وزارة الداخلية ان الاعمال المعادية لليهود تراجعت بنسبة 7 بالمئة في 2017 للسنة الثالثة على التوالي. لكن هذا التراجع بشكل عام يخفي زيادة في وقائع اكثر خطورة تتمثل بزيادة نسبتها 26 بالمئة في اعمال عنف وحرائق واهانات ومحاولات قتل.

ويشكل اليهود حوالى 0,7 بالمئة من السكان واهدافا لثلث اعمال الكراهية هذه التي احصيت.

وفي تقريرها الاخير، اشارت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان الى “استمرار الاحكام المسبقة المعادية للسامية التقليدية التي تربط اليهود بالمال والسلطة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية