مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المرأة التي تتهم القاضي كافانو تؤكد استعدادها للشهادة أمام مجلس الشيوخ الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال تجمع في سبرينغفيلد بولاية ميزوري في 21 أيلول/سبتمبر 2018 afp_tickers

وافقت كريستين بلازي فورد التي تتّهم القاضي بريت كافانو المرشّح للمحكمة العليا الأميركيّة بالتعدّي عليها في الماضي، السبت على الإدلاء بشهادتها أمام مجلس الشيوخ، بعد ساعات من شنّ الرئيس دونالد ترامب هجوما مباشرا عليها.

وتُريد اللجة القضائية ورئيسها الجمهوري شوت غراسلي الاستماع إلى بلازي فورد (51 عاما) وكذلك إلى كافانو (51 عاما) الذي تتّهمه هذه الباحثة الجامعية بأنه اعتدى عليها جنسيًا خلال سهرة في ضاحية واشنطن قبل 36 عامًا. ونفى القاضي هذه التهمة بشدّة ووافق أيضًا على أن يتم الاستماع إليه.

وتعذّر حتى الآن على بلازي فورد واللجنة التوصّل إلى كيفية إجراء جلسة الاستماع وتحديد تاريخ لها.

وبحسب صحيفة “نيويوك تايمز”، أرسل مساعدو السناتور غراسلي رسالةً إلى محامي بلازي قالوا فيها إنه لا بدّ أن يعرفوا قبل الساعة 14,30 (18,30 ت غ) السبت ما إذا كانت موكّلتهم تقبل الشروط المقترحة للاستماع إلى شهادتها.

والرهان كبير ويتمثّل في تعيين كافانو مدى الحياة في عضوية المحكمة العليا، وهو تعيين يُمكن أن يجعل من القضاة التقدّميين أو المعتدلين أقلّية لسنوات عدّة في هذه الهيئة التي تحكم في القضايا الكبرى التي تقسم المجتمع الأميركي. ويريد الجمهوريون تأكيد تعيين كافانو قبل انتخابات نصف الولاية بداية تشرين الثاني/نوفمبر التي يُمكن أن يفقدوا على أثرها الغالبيّة في الكونغرس.

– ضغوط رئاسية –

وبعدما لزم ترامب موقفًا محايدًا نسبيًا على مدى أيام عدّة، انتقل الجمعة إلى الطعن في أقوال بلازي فورد مشكّكاً في صدقيّتها.

وعكَسَ هذا الهجوم المباشر مخاوف ترامب، في حين ينفد الوقت لتثبيت مرشّحه كافانو قبل الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر.

وكتب ترامب على تويتر “رتّبوا جلسة التصويت”، مُتّهماً “السياسيين من اليسار الراديكالي” بإثارة هذا السجال.

واعتبر ترامب أنّ لزوم بلازي فورد الصمت حتى الآن يُثبت أنّ الحادثة لم تحصل إطلاقاً، حتى لو أنّ الخبراء يؤكّدون أنّ الصمت هو السلوك الاعتيادي لضحايا الاعتداءات الجنسية الذين يتفادون إبلاغ الشرطة خوفا من العار.

وكتب الرئيس “لا شكّ لدي في أنّه لو كان الهجوم على الدكتورة فورد بالعنف الذي تتحدّث عنه، لكانت قدّمت شكوى على الفور إلى السلطات المحلية، هي أو أهلها المحبون”.

وسأل “لماذا لم يتّصل أحد بالإف بي آي قبل 36 عامًا؟”.

من جهته، رأى زعيم المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أنّ منطق ترامب هو “سوء فهم مهين جدًا لكيفية الخروج من صدمة”.

غير أنّ ردّ الفعل الذي يُمكن أن يبعث مخاوف لدى ترامب هو الغضب الذي أعربت عنه السناتورة الجمهورية سوزان كولينز وهي من أعضاء اللجنة القضائية.

وقالت كولينز للصحافيين إنّ تغريدة الرئيس “مروّعة”، مضيفةً “نعرف أنّ الاعتداءات الجنسية المفترضة هي من أقلّ الجرائم التي يتم الإبلاغ عنها. وبالتالي، وجدتُ أنّ تغريدة الرئيس غير لائقة إطلاقا ومخطئة تماما”.

وفي عصر حركة #مي تو (أنا أيضا) التي أطاحت رجالاً كثيرين في مواقع السلطة حتى الآن، أثارت تعليقات الرئيس هاشتاغ (وسماً) جديداً تصدّر موقع تويتر وهو #لماذا لم أبلغ، لجأ إليه كثيرون ومعظمهم من النساء للتنديد وإبداء التضامن مع بلازي فورد.

– رهانات كبيرة –

ويندّد الجمهوريون بتوقيت الكشف عن هذه القضيّة في اللحظة الأخيرة، متّهمين الديموقراطيين بالسعي إلى منع تثبيت كافانو قبل الانتخابات التشريعيّة.

ويأمل الديموقراطيون من جهتهم، في الفوز بالغالبية في أحد مجلسي الكونغرس.

ويرى الديموقراطيون أنّ الجمهوريين يسعون إلى تسريع عملية تثبيت كافانو في المحكمة العليا طالما أنهم ما زالوا يُسيطرون على مجلسي الكونغرس.

وأعرب كافانو مرارًا عن موافقته على الإدلاء بإفادته أمام اللجنة القضائية، مؤكّدًا رغبته في إبعاد الشبهات عنه.

وفي وقت شهد القاضي كافانو تحوّل آلية تثبيته التي كانت تبدو محسومة إلى معركة للدفاع عن سمعته، وجدت بلازي فورد نفسها في وسط المعركة السياسية في واشنطن.

ويقول محاموها إنّ حياتها انقلبت رأساً على عقب، فقد تلقّت تهديدات بالقتل واضطرّت إلى مغادرة منزلها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية