مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هزيمة جديدة لترامب مع انهيار محاولة إلغاء “أوباماكير”

الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس في المكتب البيضوي بالبيت الابيض الجمعة 24 آذار/مارس 2017 afp_tickers

مني الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأكبر نكسة منذ توليه الحكم قبل نحو 60 يوما مع احباط نواب جمهوريين جهوده لاستبدال قانون “أوباماكير” للتأمين الصحي.

واضطر ترامب الجمعة إلى سحب مشروع قانون جديد للرعاية الصحية قبل لحظات من التصويت عليه، وهو ما جعله غير قادر على الايفاء بالتعهدات التي أطلقها خلال حملته الانتخابية بالغاء الإصلاحات التي وضعها سلفه باراك أوباما في هذا المجال وعرفت باسم “أوباماكير”.

وسلطت الهزيمة الضوء على محدودية السلطة التي يتمتع بها ترامب لتمرير أجندة طموحة رغم سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ.

وسيتعين على الرئيس، الذي شهد حكمه سلسلة من الانتكاسات والقضايا الجدلية، التفكير في كيفية المضي قدما في وجه كونغرس منقسم ومتمرد.

ويشير جون بتني، المحاضر في السياسة الأميركية في كلية كليرمونت ماكينا إلى أن “ترامب سيواجه صعوبات في التعامل مع هذه الانقسامات كونه لا يفهمها.”

ولا يزال على أجندة ترامب تعديل نظام الضرائب ومشروع قانون لتطوير البنى التحتية مثل الشوارع والجسور.

وقال ترامب من المكتب البيضاوي “كنا قريبين جدا جدا” من تأمين أصوات كافية لتمرير مشروع القانون الجديد.

إلا أنه “لا يمكننا تحقيق ذلك” دون دعم من الديموقراطيين.

– “خيبة أمل” –

القى الرئيس الأميركي بكل ثقله خلف الخطة وحاول مرارا لوي ذراع الجمهوريين المعارضين لها. وأعلن أن الهزيمة سببت له “خيبة أمل” وأنه “فوجىء قليلا”.

وتعد المعركة تجربة ستجعل الملياردير ينتبه الى المناورات الدقيقة في الكونغرسـ هو الذي دخل البيت الأبيض دون خبرة في السياسة والحكم.

وشكلت الهزيمة النكسة الثانية لسياسات الرئيس الجديد الذي جمدت المحاكم مرسومين اصدرهما لمنع دخول المسافرين من عدة دول غالبية سكانها من المسلمين.

وهاجم ترامب الديموقراطيين الجمعة الذين وصفهم بأنهم “الخاسرون” الحقيقيون لأنهم باتوا الآن يملكون “أوباماكير” تماما.

والتقى ترامب برئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان في وقت سابق من اليوم ذاته، قبل أن يتحدث إليه هاتفيا عندما بات واضحا ان جمع أكثرية من الأصوات لتمريره أمر متعذر.

وقال رايان “أخبرته أن أفضل ما يمكن القيام به برأيي هو سحب مشروع القانون، فوافق على هذا القرار.”

وفيما سارع ترامب لإلقاء اللوم على الديموقراطيين لامتناعهم عن إعطاء خطته ولا حتى “صوت واحد”، اقر رايان بالهزيمة.

وقال رايان، أرفع جمهوري منتخب، “لن أحاول تجميل ما جرى. إنه يوم مخيب للآمال بالنسبة إلينا.”

وكانت الخطة التي دعمها ترامب، الهادفة إلى توسيع المنافسة في قطاع التأمين الصحي وخفض تكاليف الأقساط لمعظم الأميركيين، ستخفض من الدعم الحكومي للأشخاص الذين لا يوفر لهم أرباب عملهم تغطية صحية.

كما كانت ستؤدي إلى خفض عدد المستفيدين من التأمين الصحي في الولايات المتحدة بـ14 مليونا، وفقا لتوقعات أصدرها مكتب الميزانية التابع للكونغرس.

– البدء من جديد –

ووفقا للخطة، لن يعود من الضروري على شركات التأمين تغطية أمور كانت تعد أساسية في ظل “أوباماكير” مثل رعاية الأمومة وزيارات الطوارئ.

ويبدو أن مشروع ترامب انتهى، فيما يدعو النواب الجمهوريون العودة إلى نقطة البداية.

وأكد عضو الكونغرس تشارلي دينت، وهو أحد الجمهوريين المعتدلين الذين عبروا عن قلقهم من تأثير مشروع القانون على الفقراء والمسنين، أنه “من الواضح أن الأصوات لم تكن متوفرة” لتمريره.

وأضاف “أعتقد أنه من الضروري الآن أن نبدأ مرة أخرى وأن نتوصل إلى إصلاح صحي دائم ومستدام وأن يعمل عليه الحزبان معا”.

وعبر سحبه للمشروع، عارض رايان البيت الأبيض الذي أعلن أن المفاوضات انتهت وطالب بطرحه للتصويت يوم الجمعة.

وراهن رجل الأعمال الملياردير على سمعته كشخص قادر على ابرام الصفقات.

وعبر مو بروكس، عضو مجموعة “تجمع الحرية” في مجلس النواب المحافظة المتشددة التي عارضت مشروع القانون الجديد لانها باعتقادها يشبه “أوباماكير”، عن “سعادة بالغة لفشل تمرير هذا القانون” الذي اعتبر أنه سيكون سيئا للأميركيين.

ورفض إلقاء اللوم على ترامب، قائلا “لا أعتقد أن ذلك ينعكس على الرئيس بأي حال”.

إلا أن بعض المحافظين الوسطيين عبروا عن غضبهم من المتشددين في الكونغرس.

وفي هذا السياق، كتب عضو الكونغرس الجمهوري آدم كنزنغر على موقع تويتر أن “تجمع الحرية أنقذ أوباماكير” الذي سيبقى مطبقا.

ولم يتضح متى سيعود الكونغرس لمناقشة مسألة الرعاية الصحية اذ سارع الرئيس الأميركي للقول إنه سيوجه جهوده نحو الإصلاح الضريبي، وهو هدف آخر للجمهوريين.

ومن ناحيتهم، أوضح الديموقراطيون أنهم مستعدون للتعاون إذا رغب الجمهوريون بالمساعدة في إصلاح القانون القائم.

وقال زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لشبكة “سي إن إن” “نحن جاهزون للعمل مع الرئيس.”

وأضاف “فليسحبوا الإلغاء (…) وسنعمل معهم لتحسين أوباماكير”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية