مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لقاء بين ايران والقوى الكبرى في فيينا لتقييم الالتزام بالاتفاق النووي

الدبلوماسية الأوروبية هيلغا شميت (يسار) ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي (يمين) ودبلوماسيون من ست دول عظمى في فيينا في النمسا في 25 نيسان/ابريل 2017، خلال اللقاء العادي الذي يعقد كل ثلاثة أشهر لمراجعة الالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015 بعد ان اتهم الرئيس الأميركي ترامب إيران بعدم الالتزام "بروحية" الاتفاق afp_tickers

عقدت إيران والقوى الكبرى اجتماعا في فيينا الثلاثاء لتقييم مدى التزام الاطراف بالاتفاق النووي المبرم العام 2015 وسط تزايد التساؤلات حول مستقبل الاتفاق التاريخي في ظل ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

ونظم هذا الاجتماع في اطار المتابعة المنتظمة للاتفاق، واكد كما هو متوقع بان الاطراف تحترم التزاماتها وفقا لمصدر دبلوماسي اوروبي.

وقال المصدر في ختام اللقاء “جرت الامور جيدا لكن الجميع في حال ترقب نظرا الى السياسة التي ينوي ترامب انتهاجها من جهة والانتخابات الرئاسية الايرانية من جهة اخرى” المقررة الشهر المقبل.

وكان من المتوقع أن تتم الاشارة خلال الاجتماع الفصلي المنتظم إلى التزام ايران بالاتفاق الذي توصلت اليه مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا، كما أكدت واشنطن الاسبوع الماضي.

وبموجب الاتفاق خفضت طهران نشاطاتها النووية بشكل كبير لتهدئة المخاوف الدولية بشأن مساعيها لانتاج قنبلة نووية. وفي المقابل تم رفع عقوبات غربية ودولية كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

الا أن ترامب امر بإجراء مراجعة لمدة 90 يوماً، وقال الخميس أن إيران “لا تطبق روحية” الاتفاق “الفظيع” بسبب سلوكها في مناطق أخرى، وذلك في اشارة الى دعمها نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمتمردين في اليمن ومجموعات مسلحة في العراق ولبنان إضافة الى برنامجها الصاروخي البالستي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر الاثنين أنه خلال التقييم سيتم بحث الاتفاق النووي “في السياق الاكبر لدور ايران في المنطقة والعالم، ومن ثم تعديله طبقا لذلك”.

والاربعاء الماضي عبر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون عن مخاوفه بشأن الاتفاق النووي بحد ذاته.

وبموجب الاتفاق خفضت ايران عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم من 19 ألف الى خمسة الاف. ويستخدم اليورانيوم المخصب لتوليد الطاقة ويمكن أن يستخدم في صنع قنبلة نووية في حال ارتفاع نسبة تخصيبه.

وتعهدت ايران السماح بفرض قيود واجراء عمليات تفتيش دولية مشددة على مرافقها النووية، كما تعهدت الابقاء على اجهزة الطرد المركزي عند هذا العدد مدة عشر سنوات، وتخصيب اليورانيوم بنسبة منخفضة لمدة 15 عاما.

كما ستبقي على مخزونها من اليورانيوم أقل من 300 كلغ أي اقل بكثير من الكمية اللازمة لانتاج قنبلة نووية لمدة 15 عاما.

وقال تيلرسون أن الاتفاق “لا يحقق هدف ضمان عدم امتلاك ايران لقنبلة نووية”.

– ايران غير راضية –

ايران غير راضية كذلك عن مستوى الالتزام بالاتفاق حيث يقول منتقدو الرئيس حسن روحاني الذي يواجه معركة صعبة لاعادة انتخابه الشهر المقبل، أن الاتفاق لم يحقق كل الفوائد الاقتصادية الموعودة.

وفيما تم رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي، تم الابقاء على العقوبات المتعلقة بحقوق الانسان والبرنامج الصاروخي وربما توسعت، ما يحبط جهود ايران لتعزيز التجارة.

والاسبوع الماضي رد وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف على تصريحات ترامب بالقول أن واشنطن لا تحترم روحية الاتفاق النووي ولا نصه.

وعقد اجتماع “اللجنة المشتركة” خلف أبواب مغلقة بمشاركة عدد من كبار الدبلوماسيين في نفس الفندق الفاخر في فيينا الذي شهد التوقيع على الاتفاق.

ويمثل عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الايراني، بلاده في المحادثات. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عنه قوله أن ايران تتمسك بالاتفاق إلا أن الطرف الاخر لا يلتزم بالاتفاق تماما.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية