مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روحاني إلى الأمم المتحدة بحثا عن دعم في مواجهة واشنطن

صورة وزعتها الرئاسة الإيرانية في 23 أيلول/سبتمبر 2019 تظهر الرئيس حسن روحاني قبيل مغادرته طهران من مطار مهر أباد afp_tickers

غادر الرئيس الإيراني حسن روحاني طهران الاثنين متوجهًا إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في مسعى لكسب التأييد لبلاده في مواجهة الضغوط القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة.

وتزامنًا مع مغادرته، أعلنت إيران الإفراج عن ناقلة النفط السويدية التي كانت ترفع العلم البريطاني عند احتجازها قبل أكثر من شهرين.

وقال روحاني قبيل الصعود على متن طائرته إن وفده يتوجّه إلى الاجتماع الأممي رغم تردد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إصدار التأشيرات لهم.

وتدهورت العلاقات بين طهران وواشنطن منذ أيار/مايو العام الماضي عندما أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على إيران في إطار حملة أعلن أنها تهدف لممارسة “أقصى درجات الضغط” على الجمهورية الإسلامية.

وقال روحاني “عندما يكون الأميركيون غير راغبين (بالسماح لإيران بالمشاركة)، فعلينا الإصرار على السفر”.

وأفاد خلال مؤتمر صحافي عقده في مطار مهر أباد “من الضروري بالنسبة إلينا أن نشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقد محادثات على كافة المستويات”.

وأضاف أنه “يجب كشف الاجراءات القاسية التي اتّخذت ضد إيران والقضايا الشاقة والمعقّدة التي تواجه منطقتنا لشعوب ودول العالم”.

وتصاعدت حدة التوتر في الخليج منذ أيار/مايو عندما بدأت إيران خفض مستوى التزامها بالتعهدات المنصوص عليها في الاتفاق النووي بينما نشرت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية في المنطقة.

وشكّلت واشنطن مذاك قوة بحرية بالاشتراك مع حلفائها بريطانيا وأستراليا والبحرين والسعودية والإمارات لمرافقة السفن التجارية، رداً على سلسلة عمليات استهدفت حركة الملاحة في الخليج.

– “مبادرة هرمز للسلام” –

وارتفع منسوب التوتر بشكل إضافي غداة هجمات 14 أيلول/سبتمبر التي استهدفت منشأتين نفطيتين في السعودية وتبناها المتمردون الحوثيون في اليمن فيما اتّهمت واشنطن والرياض بدرجات متباينة طهران بالوقوف وراءها.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “يمكنني أن أقول لكم إن المملكة المتحدة تنسب إلى إيران وبدرجة عالية جدا من الاحتمال، الهجمات على أرامكو”، مجموعة النفط السعودية العملاقة التي تدير الموقعين المستهدفين، وفق ما نقلت عنه وكالة “برس أسوسييشن” البريطانية الاثنين.

ويتوجّه جونسون كذلك إلى نيويورك حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني.

ونددت طهران بالاتهامات البريطانية.

ونقلت وكالة “تسنيم” الإخبارية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قوله “بدلاً من بذل جهود غير مثمرة ضد جمهورية إيران الإسلامية، على بريطانيا التوقف عن بيع الأسلحة الفتّاكة إلى السعودية (…) وتحرير نفسها من الاتهامات بشأن ارتكابها جرائم حرب بحق اليمنيين”.

وتوتّرت العلاقات بين لندن وطهران بشكل أكبر بعدما احتجزت طهران ناقلة النفط “ستينا إمبيرو” في 19 تموز/يوليو لاتهامها بخرق “القانون البحري الدولي”.

وأعلنت إيران الاثنين الإفراج عن الناقلة بعدما انتهت الاجراءات القانونية لإتمام ذلك. لكن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي لم يحدد الموعد الذي سيسمح فيه للناقلة بالإبحار.

وقبيل توجهه إلى نيويورك، أعلن روحاني أن إيران ستعرض خطة لخفض التصعيد في منطقة الخليج خلال اجتماعات الأمم المتحدة.

وقال معلّقًا على الخطة التي تطلق عليها إيران اسم “مبادرة هرمز للسلام” إن “جميع دول الخليج الفارسي الساحلية مدعوة للانضمام إلى هذا التحالف للمحافظة على الأمن الإقليمي”.

– “أمر ما قد يحدث” –

ومنذ انسحابها من الاتفاق النووي، فرضت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات على إيران استهدفت قواتها المسلحة وقطاعها المالي ومسؤولين رفيعين بينهم مرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وردت إيران بخفض التزاماتها الواردة في اتفاق 2015 الذي نصّ على تخفيف العقوبات عليها مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

وأعلنت الولايات المتحدة من جهتها أنها ستطرح ملف إيران خلال اجتماعات الأمم المتحدة.

وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن بلاده ترغب بتوفير “كل فرص النجاح” للدبلوماسية، بعد الهجمات التي أدت إلى اشتعال النيران في معمل بقيق السعودي وحقل خريص النفطي في شرق المملكة.

وبعد الهجمات، قررت الولايات المتحدة فرض مزيد من العقوبات على مصرف إيران المركزي، ما قد يشكّل ضربة قاضية لجهود فرنسا ترتيب لقاء بين روحاني وترامب خلال اجتماعات الأمم المتحدة.

من جهتها، شددت إيران الاثنين على شروطها لعقد محادثات مع الولايات المتحدة.

وقال ربيعي “إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات والعودة إلى بنود الاتفاق النووي، فإن الطريق مفتوح أمامنا لاتّخاذ قرار”، مضيفًا أن “التفاوض هو واحد من هذه القرارات”.

بدوره، لم يتخلَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في تحقيق اختراق في نيويورك رغم الهجمات التي شهدتها السعودية.

وقال في تصريحات للصحافيين على متن طائرته إلى نيويورك “هل ازدادت فرص انعقاد لقاء (بين روحاني وترامب) مع هذه الضربات؟ كلا، علينا أن نكون واضحين، بإمكاننا رؤية منسوب التوتر يزداد”.

وتابع مع ذلك إن “اللاعبين الرئيسيين متواجدان”، في إِشارة إلى حضور روحاني وترامب إلى نيويورك، مضيفًا أن “أمراً ما قد يحدث”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية