مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جلسة ماراتونية بين ماكرون ومثقفين في ختام “النقاش الوطني الكبير”

الرئيس الفرنسي يتحدث خلال لقائه أكثر من 60 مثقف فرنسي في 18 آذار/مارس. afp_tickers

حقق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء الاثنين رقما قياسيا في النقاشات الطويلة، إثر استمرار حوار مع 64 مثقفا فرنسيا حول مستقبل البلاد أكثر من ثماني ساعات.

واختتم هذا النقاش المتقطع في قاعة الاحتفالات بقصر الاليزيه، “النقاش الوطني الكبير” الذي انطلق قبل شهرين ونصف الشهر بمبادرة من ماكرون أملا باحتواء الغضب الذي جرى التعبير عنه بعنف خلال أزمة “السترات الصفراء” ومحاولة اجتراح حلول ممكنة.

ومنذ 15 كانون الثاني/يناير، تنقل ماكرون بين تجمعات سكانية كبيرة وقرى صغيرة، للمشاركة في نقاشات كانت تنظم في مقرات البلديات وصالات الرياضة أو قاعات الحفلات.

وجدد المصرفي السابق الذي أصبح عام 2017 أصغر رئيس تعرفه فرنسا، الدفاع عن سياسته التي يعتبرها المتظاهرون غير عادلة.

واختتم النقاش الوطني الجمعة، غير أن الرئيس الفرنسي رغب باستكماله من خلال جلسة غير مسبوقة جمعت أبرز مثقفي البلاد ونقلت مباشرة عبر إذاعة “فرانس كولتور” العامة.

وأجاب ماكرون الكاتب باسكال بروكنر الذي طالب بعودة النظام العام، بأن العنف الذي شهدته جادة الشانزليزيه في وسط باريس السبت ناجم عن “أعمال شغب لمخربين، وليس متظاهرين”.

وتطرق أيضا أمام شخصيات مثل اختصاصي علم النفس بوريس سيرلنيك، والاقتصادي دانيال كوهن، أو عالم الاجتماع لوك بولتانسكي، الى مسألة تعاظم الفوارق، وتعديل قانون عام 1905 حول الفصل بين الكنيسة والدولة، أو حتى مسألة التحوّل البيئي. في ما يتعلق بقانون عام 1905، أكد ماكرون مجددا أنه لا يرغب في تغييره، لكنه قال أن “هناك مسألة مع الإسلام” خصوصا مع المنظمات التي لديها “رؤية سياسية للإسلام” تتعارض مع قوانين الجمهورية.

وأضاف “يجب ألا نستسلم”، خصوصا في المدرسة.

ورأى الرئيس الفرنسي أن السترات الصفراء “ترجمة على أرض الواقع لما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي”، في إشارة إلى “اللغة غير المنضبطة والعنف الكبير المقنع”.

وخلال النقاش الذي امتد إلى الساعة الثانية والنصف فجرا (01,30 ت غ)، كانت القاعة تفرغ تدريجا إذ كان الذين تكلموا يخرجون ويشيرون إلى الساعة المتأخرة. ورفض بعض المثقفين اليساريين الدعوة للحضور.

والنقاش هو الحادي عشر للرئيس الفرنسي. غير أن مداخلاته المتكررة تواجه انتقادات المكلفين النظر في استقلالية النقاشات.

ورأى الباحث في العلوم السياسية باسكال برينو أن “الطريقة التي جرى فيها تمديد النقاشات ساعدت في إعاقة التعبئة، بعد نجاح”.

ورغم الانتقادات، فإن هذه النقاشات نجحت على ما يبدو في إحياء شعبية ماكرون قليلاً إثر تراجهها إلى أدنى مستوى في كانون الأول/ديسمبر. وبحسب استطلاع للرأي أجرته “الاب”، فإن شعبية الرئيس الفرنسي ارتفعت بمعدل ثماني نقاط مطلع آذار/مارس مقارنة مع نهاية 2018.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية