مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انفجار عبوة ناسفة في دمشق، وقتلى في انفجار حافلة في عفرين

العلم السوري وسط الحطام عند مدخل حي الحجر الأسود عند الأطراف الجنوبية لدمشق في 24 أيار/مايو 2018 afp_tickers

انفجرت عبوة ناسفة صباح الأحد في دمشق لم تسفر عن ضحايا وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، في حادثة نادرة في العاصمة السورية التي تُعد آمنة نسبياً، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثلاثة مدنيين في انفجار آخر في مدينة عفرين الشمالية.

وفي حادث آخر في سوريا، أعلنت دمشق الأحد عن تصدي دفاعاتها الجوية لقصف إسرائيلي على أراضيها.

وصباح الأحد، اكتفى الإعلام الرسمي السوري بالإشارة إلى أنباء أولية تتحدث عن “عمل إرهابي” عند الطريق السريع في جنوب العاصمة، من دون إضافة أي تفاصيل.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في وقت لاحق أن “التفجير الذي سمع صوته في دمشق عبارة عن تفجير عبوة مفخخة دون وقوع ضحايا”، مشيرة إلى “معلومات مؤكدة بإلقاء القبض على إرهابي”.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن سقوط “قتلى وجرحى” في هذا الانفجار بدون أن يتمكن من تحديد حصيلة دقيقة. وقال مديره رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “الانفجار الكبير وقع قرب فرع أمني في جنوب دمشق”، مشيراً إلى أنه أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار.

ومنذ العام 2011، بقيت دمشق نسبياً بمنأى عن النزاع الذي تشهده البلاد. ألا أنها شهدت تفجيرات دامية أودت بحياة العشرات وتبنت معظمها تنظيمات جهادية، بينها تفجير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في آذار/مارس 2017 واستهدف القصر العدلي مسفراً عن مقتل أكثر من 30 شخصاً.

وسبقه في الشهر ذاته، تفجيران تبنتهما هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) واستهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل أكثر من سبعين شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.

– “عدوان إسرائيلي” –

وشكلت دمشق هدفاً لقذائف الفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على أحياء في أطرافها ومناطق في محيطها. لكن إثر عمليات عسكرية واتفاقات إجلاء مع الفصائل المعارضة والجهاديين، استعاد الجيش السوري في أيار/مايو كافة أحياء مدينة دمشق ومحيطها.

وبعد تأمين العاصمة ومحيطها، أزالت السلطات غالبية الحواجز الأمنية من شوارع دمشق الرئيسية.

وإن كانت التفجيرات تراجعت إلى حد كبير في دمشق، إلا أنه جرى استهداف مناطق قربها مرات عدة في قصف جوي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذه.

وأعلنت دمشق الأحد تصدي دفاعاتها الجوية لـ”عدوان إسرائيلي” استهدف المنطقة الجنوبية. ونقلت سانا عن مصدر عسكري أن “وسائط دفاعنا الجوي تتصدى بكفاءة عالية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية، وتمنعه من تحقيق أي من أهدافه”، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

ونقلت وكالات إعلام روسية عن الجيش الروسي قوله إن “أربع طائرات حربية إسرائيلية من طراز +إف 16+ أطلقت صواريخ على الأراضي السورية”، وقد دمرت الدفاعات الجوية السورية “سبعة صواريخ”.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس في القدس، رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات. وقال “لا نعلق على معلومات ورادة من الخارج”.

وخلال زيارة لتشاد، صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لصحافيين الاحد “لدينا سياسة محددة تماما: تقويض تجذر الوجود الايراني في سوريا والحاق الضرر باي جهة تريد الاضرار بنا”.

وأوضح رامي عبد الرحمن أن “المنطقة المستهدفة تقع جنوب دمشق وفيها مستودعات أسلحة لحزب الله ومقاتلين إيرانيين”، مشيراً إلى أن “القصف لم يطل المستودعات بعدما اسقطت الدفاعات الجوية غالبية الصواريخ”.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكريّة للجيش السوري أو أخرى لحزب الله ولمقاتلين إيرانيّين في سوريا، كان آخرها في الـ12 من الشهر الحالي في مطار دمشق الدولي.

وتُكرّر إسرائيل أنّها ستُواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله اللبناني.

– قتلى في عفرين –

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

في شمال سوريا، قتل ثلاثة مدنيين الأحد في انفجار حافلة مفخخة في مدينة عفرين، بالتزامن مع مرور عام على هجوم تركيا وفصائل سورية موالية لها على المنطقة ذات الغالبية الكردية، وفق المرصد السوري.

وقال مدير المرصد إن “الانفجار ناجم عن تفجير عبوة ناسفة في حافلة في وسط مدينة عفرين”، وقد أسفر أيضاً عن إصابة تسعة أشخاص بجروح بينهم مدنيون ومقاتلون.

وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ آذار/مارس على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب، بعد هجوم واسع شنّته ضد وحدات حماية الشعب الكردية في 20 كانون الثاني/يناير العام 2018 وتسبّب بنزوح عشرات آلاف السكان.

ومنذ سيطرة القوات التركية والفصائل عليها، تستهدف تفجيرات بعبوات ناسفة مدينة عفرين بين الحين والآخر. وقد قتل في كانون الأول/ديسمبر الماضي تسعة أشخاص بينهم خمسة مدنيين في انفجار حافلة صغيرة في سوق في وسط المدينة.

وتشهد المنطقة منذ سيطرة الفصائل المدعومة من أنقرة عليها حالة من الفوضى الأمنية.

وتظاهر الآلاف في مدينة القامشلي (شمال شرق) الأحد تضامناً مع عفرين في الذكرى الأولى للهجوم التركي.

وتعهدت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان مواصلة “النضال” بهدف تحرير عفرين “من الاحتلال”.

لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رد خلال مؤتمر عبر الهاتف مع عسكريين اتراك شاركوا في الهجوم على عفرين العام الفائت “لن ينجحوا ابدا في ردعنا عن مواصلة معركتنا في عفرين”.

وتهدد تركيا مؤخراً بشن هجوم جديد ضد الوحدات الكردية، التي تصنفها “إرهابية”، في شمال وشمال شرق سوريا. وفاقم اعلان واشنطن القرار المفاجئ الشهر الماضي بسحب قواتها من سوريا خشية الأكراد من أن يمهد ذلك لهجوم تركي واسع.

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام إلى إقامة “منطقة آمنة” قرب الحدود التركية، فيما أعلنت أنقرة أنّ قواتها ستتولى إقامتها.

ودعم المقاتلون الأكراد إنشاء “المنطقة الأمنة” على ألا تديرها تركيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية