مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماكرون يبقي الترقب حول إمكانية لقاء ترامب بروحاني في الأمم المتحدة

دونالد ترامب لدى وصوله الى نيويورك في 22 ايلول/سبتمبر 2019 afp_tickers

قد يكون الهجوم الأخير على منشآت نفطية سعودية غيّر الأوضاع بشكل جدي، لكنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يزال يريد أن يؤمن “بأن شيئاً ما قد يحصل” هذا الأسبوع في نيويورك، فهل يعقد اللقاء التاريخي بين دونالد ترامب وحسن روحاني؟.

واعتباراً من الإثنين باتت كلّ الأنظار متّجهة إلى الرئيسين الأميركي والإيراني اللذين سيشاركان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

– “حلّ مفيد” –

وقال الرئيس الفرنسي الذي يقوم بوساطة لجمع ترامب وروحاني في إطار العمل على تخفيف حدّة التوتر بين البلدين وفي منطقة الخليج بشكل خاص، إنّه عقد صباح الإثنين “اجتماعاً غير رسمي” مع نظيره الأميركي بعيداً عن عدسات المصورين.

وأضاف “سألتقي روحاني هذا المساء، ومجدّداً ترامب غداً الثلاثاء”.

وتابع ماكرون “سأبذل قصارى جهدي لضمان تهيئة الظروف للمحادثات، حتى لا يكون هناك تصعيد وفي الوقت نفسه حتى نبلور حلاً مفيداً ومستداماً للأمن في المنطقة”، مشيراً إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبدى “انفتاحاً مشروطاً”.

من جهته قال ظريف إن بلاده لم تغلق الباب أمام إجراء مباحثات مع الولايات المتحدة بشرط أن لا يكون الأمر مجرد صورة من دون نتائج ملموسة.

وردّاً على سؤال للصحافيين في نيويورك حول إمكانية عقد لقاء بين ترامب وروحاني، قال ظريف إن إيران لا تغلق “الباب أمام المفاوضات”.

وأضاف “لكن إذا كان ذلك لمجرد التقاط صورة” دون نتيجة ملموسة، “لن يساهم ذلك سوى بزيادة صعوبات الإيرانيين الاقتصادية”.

ومنذ قمة مجموعة السبع في بياريتس بفرنسا في نهاية آب/أغسطس لم يخف ترامب أمله بعقد لقاء ثنائي مع نظيره الإيراني معتبراً أنه سيكون ضربة دبلوماسية موفقة له قبل عام من الاستحقاق الرئاسي الأميركي.

لكنّ هجوم 14 أيلول/سبتمبر الذي نسبته واشنطن لطهران واستهدف منشأتين نفطيتين سعوديتين أعاد التوتر وأثار مخاوف من تصعيد عسكري جديد في المنطقة.

فهل هذا الهجوم “زاد من فرص عقد لقاء” بين دونالد ترامب وحسن روحاني؟ أجاب ماكرون في الطائرة التي أقلّته الأحد إلى نيويورك “كلا. علينا أن نكون واقعيين. نرى جيّداً بأنّ الوضع يزداد توتّراً”.

بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان إنّه في مثل هذه الأجواء “الموضوع الأول” ليس مصافحة بين ترامب وروحاني بل الحفاظ على عملية “نزع فتيل الأزمة” التي أطلقت في الأسابيع الأخيرة.

لكنّ الردّ الأميركي – تشديد العقوبات على طهران ونشر “معتدل” للتعزيزات العسكرية في الخليج – يوحي بأنّ الباب لم يغلق تماماً.

كما أنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المعروف بأنه من “الصقور” حيال إيران، شدّد على ضرورة إيجاد “حلّ سلمي” للأزمة.

هل هو دليل على حسن النية لدى الجانب الإيراني؟ فقد أفرجت إيران عن ناقلة النفط التي ترفع العلم البريطاني والتي كانت احتجزتها في تموز/يوليو في مضيق هرمز، في خطوة تتزامن مع اجتماع قادة العالم في نيويورك.

وفي الكواليس يبدو أن الدبلوماسية ناشطة أكثر من أي وقت مضى.

– “غصن الزيتون على الطاولة” –

ومساء الأحد التقى لودريان نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في حين سيجري ماكرون مشاورات بعد ظهر الإثنين مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وهذه الدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على اتفاق 2015 حول النووي الإيراني لا تزال تحاول انقاذ هذا الاتفاق بعد انسحاب واشنطن منه.

ويتوقع أن يلتقي ماكرون الإثنين أو الثلاثاء دونالد ترامب وحسن روحاني على انفراد لكنّ هذه اللقاءات المرتقبة لم تؤكّد رسمياً بعد.

وقال ماكرون “الإيرانيون على طريق نحو تصعيد التوتر وهذا خطأ استراتيجي بالنسبة لهم وللمنطقة ولأمنها الجماعي”.

وأضاف “لكنّ شيئاً ما يمكن أن يحدث في نيويورك”.

وأوضح أن “الإيرانيين مرنون حول المعايير وغير مرنين حول اللقاء الذي في نظرهم يجب أن يأتي في نهاية العملية في حين أن هدف الأميركيين هو أن يتمّ على الأجل القصير”.

وقال ماكرون “إذا كان ترامب مقتنعاً فهو قادر على تغيير الأمور بسرعة. يقرّر بسرعة ووحده ويتمتّع بمنطق عملاني”.

وأعلن ترامب الأحد “لا شيء مستبعداً تماماً لكن لا أنوي لقاء إيران”، مستبعداً حتى مجرّد مصافحة نظيره الإيراني.

وأكد مسؤول أميركي كبير أن أي لقاء غير مقرّر في هذه المرحلة بين الوفدين بما في ذلك بمستوى أدنى.

لكن صحافية في قناة “سي أن أن” أكدت أن وزير الخارجية الإيراني أعلن في مقابلة أن روحاني مستعد للقاء نظيره الأميركي في نيويورك “شرط أن يكون الأخير مستعداً للقيام بما يلزم” بالتخلّي عن العقوبات لقاء “مراقبة دائمة للمنشآت النووية الإيرانية”.

وكتبت كريستيان أمامبور في تغريدة نقلاً عن ظريف “غصن الزيتون كان دائماً على الطاولة لكنّنا نمدّه من جديد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية