مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تحولات سياسية هامة في الصين قبيل عقد المؤتمر العام للحزب الشيوعي

الرئيس الصيني شي جينبنغ يستعرض جنود جيش التحرير الشعبي في هونغ كونغ، 30 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، تشهد الساحة السياسية الصينية تحولات كبيرة تمثلت باختفاء أحد كبار المسؤولين الصينيين من الحياة العامة، واندلاع فضيحة سياسية-مالية ما زالت توقع ضحايا، واستعداد الرئيس القوي للبقاء على رأس السلطة لخمس سنوات جديدة.

وخلال هذا المؤتمر التاسع عشر المقرر “في الخريف”، سينتزع شي جينبينغ ولاية جديدة من خمس سنوات رئيسا للحزب الشيوعي الصيني، ولأكبر بلد من حيث عدد السكان في العالم والذي يحكمه منذ خمس سنوات.

واذا كان من المؤكد ان الرئيس باق في مناصبه، فان تشكيلة حلقة الاشخاص السبعة المهيمنة على الصين، مفتوحة وتتواجه فيها مختلف الفصائل في الكواليس لفرض مرشحيها.

وفي هذا الاطار، لم تمر مرور الكرام، الاستقالة المفاجئة غير المبررة السبت لسكرتير الحزب في مدينة شونغينغ الكبيرة (جنوب غرب)، التي تعد رابع مدينة في البلاد.

وكان سون زنغاي (53 عاما) الاصغر سنا بين الاعضاء ال 25 للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، يعتبر مرشحا جديا لان يصبح أحد الاعضاء السبعة الدائمين للحلقة، كما لاحظ البروفسور شين دايوين من جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والحقوق.

وذكرت صحيفة “ثاوث تشاينا مورنينغ بوست” اليومية في هونغ كونغ، التي عادة ما تتميز بسعة الاطلاع، ان الاجهزة الداخلية للحزب الشيوعي الصيني ستقوم باستجواب سون زنغاي في اطار تحقيق حول الفساد.

واشارت صحيفة “يومية شونغينغ” لدى اعلانها عن استقالة سون، ان على مسؤولي الحزب “التقيد بنظام صارم والتمييز تمييزا واضحا بين الخير والشر”. كما قالت صحيفة “غلوبال تايمز” اليومية ان “الذين ينتهكون مبادىء الحزب هم هدامون”. ولم تقدم مزيدا من التفاصيل.

وشن شي جينبينغ بعد وصوله الى الحكم اواخر 2012 حملة واسعة لمكافحة الفساد فرضت عقوبات على 1,2 مليون شخص في كل انحاء البلاد، كما افادت احصائية نشرها الحزب الشيوعي الصيني في بداية السنة.

لكن البعض يعتبرون ان ان الرجل القوي للنظام يستخدم هذه الحملة لضرب منافسيه.

واذا ما تأكد ان سون زنغاي قد أخضع للتحقيق، فسيكون ذلك واحدا من اكبر فضائح الفساد التي تطال مسؤولا صينيا كبيرا منذ سقوط بو تشيلاي، النجم الصاعد السابق في الحزب، والذي سقط بعيد وصول شي جينبينغ الى الحكم، والذي كان يعتبر منافسا محتملا.

– العثور على +الخلف+-

وكان سون زنغاي عين في شونغينغ لتنظيفها من الفساد بعد ولاية بو تشيلاي في هذه المدينة نفسها. لكن مفتشين من الحزب اخذوا عليه في شباط/فبراير انه لم يحقق نتيجة على هذا الصعيد، فكان ذلك مؤشرا اول الى فقدان الحظوة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الخبير السياسي هو شينغدو من معهد التكنولوجيا في بكين، ان عزله “مرده على الارجح الى اتهامه بأنه يعرقل بطريقة مباشرة او غير مباشرة خطط شي جينبينغ للمؤتمر التاسع عشر”.

ويحلل البروفسور شين داوين بالقول ان هدف الرئيس هو الحد من تأثير سلفه هو جنتاو ورئيس الوزراء السابق ون جياباو، اللذين لا يزالان يحتفظان بنفوذ كبير في الدوائر القيادية.

بدوره، يسعى شي جينبينغ الى تعزيز خلافته الى ما بعد ولايته الثانية التي ستستمر حتى 2022، كما لاحظ لينغ لي، المتخصص في السياسة الصينية في المعهد النمساوي للعلوم الانسانية.

لذلك عين شخص مقرب جدا من الرئيس في شونغينغ خلفا لسون زنغاي هو “شاب” في ال 56 من عمره يدعى شن مينر الذي كان سكرتير الحزب في اقليم غيزو المجاور. ويمكن ان يصبح هذا الاخير عضوا دائما في المكتب السياسي.

وتوقع البروفسور داوين ان يصبح على المدى البعيد “خلفا لتشي”.

وتبدو الضربة التي وجهت الى سون زنغاي تحذيرا لمعارضي شي جينبينغ قبل الاجتماع التقليدي الصيفي لقيادة الحزب في منتجع بيداي البحري القريب من بكين، كما قال هذا الخبير السياسي. وستناقش فيه مسائل الخلافة قبل المؤتمر الذي لم تعرف مواعيده بعد.

ويثبت عزله ان رئيس الدولة “هو الصوت المهيمن في الحزب وانه قادر على فرض ارادته وحدها في التعيينات”، كما قال شن داوين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية