مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تأهب إسرائيلي تحسبا لمواجهات الجمعة مع استمرار التوتر حول الاقصى

مصلون فلسطينيون قرب باحة المسجد الاقصى في القدس في 19 تموز/يوليو. afp_tickers

أعلن الجيش الاسرائيلي الخميس الابقاء على خمس كتائب في حالة تأهب بما في ذلك في الضفة الغربية المحتلة تحسبا لاندلاع مواجهات الجمعة مع استمرار التوتر حول المسجد الاقصى بعد وضع آلات لكشف المعادن عند مداخله، الأمر الذي أثار غضب المصلين والقيادة الفلسطينية.

واعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ان 22 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات مساء الخميس بعد صلاة العشاء قرب من باحة الاقصى، بينهم اثنان جروحهما خطيرة جراء اطلاق الرصاص المطاطي.

وقالت متحدثة باسم الشرطة ان فلسطينيين رشقوا حجارة وزجاجات على عناصر الشرطة الذين ردوا بتفريقهم.

وتزايدت الدعوات الى “جمعة غضب” مع رفض الفلسطينيين لليوم الخامس على التوالي، أداء الصلاة داخل المسجد احتجاجا على الاجراءات الاسرائيلية التي فرضت الجمعة الماضي بعد هجوم قتل خلاله شرطيان اسرائيليان وثلاثة مهاجمين من عرب إسرائيل.

وفرضت السلطات الإسرائيلية التدابير بعد قرار غير مسبوق بإغلاق باحة الأقصى أمام المصلين ما أثار غضب المسلمين وسلطات الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس.

وأغلقت القوات الإسرائيلية أجزاء من القدس الشرقية السبت وبقي المسجد الأقصى مغلقا حتى ظهر الاحد عندما فتح بابان من أبوابه أمام المصلين بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن، فرفض مسؤولون من الأوقاف الاسلامية الدخول الى المسجد وأدوا الصلاة في الخارج.

واجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان لبحث الازمة.

كما اتصل اردوغان بنظيره الاسرائيلي رؤوفن ريفلين طالبا رفع الالات المعدنية من مداخل الحرم القدسي.

وفي قطاع غزة، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على القطاع اسماعيل هنية، في كلمة متلفزة الى “يوم غضب ونفير” الجمعة ليكون “نقطة تحول مهمة في معركة الدفاع عن القدس والاقصى”.

وأعرب البيت الابيض عن “القلق الشديد” ازاء التوترات المحيطة بالموقع المقدس، داعيا الخميس إسرائيل والاردن المسؤولة عن الموقع الى “ايجاد حل يضمن السلامة العامة وأمن الموقع ويحافظ على الوضع الراهن”.

الى ذلك، قتل الجيش الاسرائيلي شابا فلسطينيا قال انه حاول طعن جنود في قرية تقوع قرب بيت لحم، بحسب بيان عسكري.

– تعزيزات امنية –

قالت متحدثة عسكرية لوكالة فرانس برس ان الجيش سيقرر الجمعة إن كان سيبقي على الكتائب الخمس في حالة تأهب طيلة نهاية الاسبوع.

وتزايدت التكهنات حول امكانية قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأخذ قرار بازالة الاجراءات الامنية الجديدة مع اقتراب صلاة الجمعة التي يشارك فيها عادة عدد كبير من المصلين.

من جانبه، قال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لاذاعة الجيش ان نتانياهو هو الذي سيقرر ما يجب القيام به في الحرم القدسي، الا انه اعرب عن امله بالابقاء على التدابير الامنية.

ويضغط أعضاء في الائتلاف اليميني الذي يقوده نتانياهو عليه للابقاء على هذه الإجراءات اذ قال وزير التعليم رئيس حزب البيت اليهودي القومي المتطرف نفتالي بينيت في بيان ان “الخضوع للضغوط الفلسطينية سيضر بقدرة اسرائيل على الردع، ويشكل خطرا على حياة الزائرين والمصلين وقوات الامن” في الموقع.

وتابع “قبل عدة ايام، قتل رجلا شرطة بسبب خرق أمني”.

وأبلغ رئيس الكنيست يولي ادلشتاين النواب أنهم ما زالوا ممنوعين من زيارة الاقصى، استمرارا لاجراء مفروض منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015، بعد ان التمس النائب اليميني يهودا غليك من حزب الليكود المحكمة العليا الغاء حظر زيارة المسجد الاقصى الذي يطلق عليه اليهود “جبل الهيكل”.

وستنظر المحكمة الاحد في الأمر.

يضم الحرم القدسي المسجد الاقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.

وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة هناك.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى وممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

وتشهد الأراضي الفلسطينية واسرائيل موجة عنف تسببت منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2015 بمقتل نحو 284 فلسطينيا بينهم عرب من اسرائيل و44 إسرائيليا وأميركيين اثنين وأردني وأريتري وسوداني وفق تعداد لوكالة فرانس برس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية