مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المهاجمون “بحثوا عن الأجانب” في فندق كابول المستهدف

رجل امن افغاني امام فندق انتركونتيننتال في كابول خلال هجوم تبنته حركة طالبان على الفندق في 21 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

بدأت تفاصيل هجوم طالبان الدامي على فندق في كابول في نهاية الاسبوع الذي قتل فيه 22 شخصا على الاقل تبرز الاثنين، ومنها ان المنفذين “كانوا يبحثون عن الاجانب” بحسب احد الناجين ومصدر امني.

وفضلا عن الشكوك حيال الحصيلة، لا تزال هناك أسئلة حول حماية هذه المؤسسة التي تعتبر “آمنة”، وحول السهولة الواضحة التي تمكن من خلالها مسلحو طالبان من اختراقها باسلحتهم في حين كان حوالي 170 نزيلا يقيمون في الفندق.

وسجلت وزارة الصحة وجود 22 جثة في المستشفيات العامة، فيما تحدثت وزارة الداخلية عن “19 قتيلا بينهم 14 أجنبيا، وستة جرحى بينهم ستة شرطيين”.

وصرح مصدر امني لوكالة فرانس برس ان المهاجمين “لم تكن نيتهم قتل الافغان (…) كانت اسلحتهم ورصاصاتهم مخصصة للأجانب”.

وانتهى هجوم الأحد الذي استغرق 12 ساعة بمقتل المسلحين الستة على يد القوات الافغانية مدعومة من قوات نروجية.

وأعلنت شركة كام اير المحلية للطيران عن مقتل فنزويليين اثنين من طاقمها، فيما اعلنت السفارة الاوكرانية ان سبعة من رعاياها بين القتلى. واوضح السفير فيكتور نيكيتيوك في حديث مع قناة 112 الاوكرانية “انهم كانوا جميعا يعملون لدى شركة الطيران (المحلية) كام اير وينزلون في فندق انتركونتيننتال”. وأوضحت شركة الطيران ان القتلى التسعة من طاقمها هم خمسة من الطاقم واربعة طيارين.

ورفض رئيس مجلس ادارة كام اير صمد عثمان صمدي تأكيد جنسيات الضحايا لكنه صرح لوكالة فرانس برس ان فريق عمله “ما زال تحت الصدمة الشديدة” و”سيستغرق تعافيهم بعض الوقت”.

كذلك قتل مواطنان الماني وكازاخستاني على ما اعلنت خارجية بلد كل منهما، فيما افاد مسؤولون افغان وكالة فرانس برس عن مقتل الدبلوماسي الافغاني البارز عبد الله بويان الى جانب المفتي احمد فرزان، العضو في المجلس الاعلى للسلام الذي يتولى جهود المصالحة مع المتمردين.

– قطع رؤوس –

روى أحد الناجين لوكالة فرانس برس ان المهاجمين اقدموا على “قطع رأس” عدد من الضحايا، بينهم “اجنبيان اثنان على الاقل”.

وقال نور الله البالغ 24 عاما الذي ما زال تحت الصدمة في سريره في المستشفى “شاهدت خمسة اشخاص قطعت رؤوسهم بخنجر داخل الفندق، بينهم اجنبيان كانا يتوسلان بصوت خافت”.

وتابع الشاب الذي أصيب بعدما قفز من نافذة في الدور الرابع “رأيت عشرات الجثث، واعتقد ان الحصيلة أكبر بكثير مما أعلنت الحكومة”.

وأكدت قوى الامن اطلاع المحققين على تسجيلات كاميرات المراقبة التي بدا فيها مهاجمون في المطعم قبل الهجوم.

كما وردت روايات متضاربة حول عدد المهاجمين الذين حددت الوزارة عددهم بستة.

ويرى الشهود والمراقبون ان الارقام الرسمية ما زالت متحفظة نظرا الى عنف الهجوم الذي خاضه ستة مسلحين بمسدسات ورشاشات كلاشنيكوف وقنابل يدوية على مدى 12 ساعة. وافاد المتحدث باسم الداخلية نصرت رحيمي أن احد المهاجمين على الاقل كان يرتدي سترة ناسفة.

وتحدثت قناة تولو نيوز من جهتها عن عدد قتلى اجمالي بلغ “43 قتيلا بحسب مصادر موثوقة”.

كما نقل عدد من الجثث الى المستشفى العسكري في كابول الذي يحظر دخوله على الصحافيين.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة الافغانية وحيد مجروح أن “بعض الجثث احترق لدرجة كبيرة ويتعين اجراء تحاليل للحمض النووي للتعريف عنها”.

وقتلت أغلبية الضحايا بأسلحة نارية او بالسلاح الابيض، لكن آخرين لقوا حتفهم في الحريق الذي أضرمه المسلحون في الدور الرابع بعد بدء اعتدائهم.

وأفاد الموظف حسيب الله البالغ من العمر 20 عاما ان المسلحين بحثوا اولا عن الاجانب. وقال لوكالة فرانس برس من سريره بالمستشفى بدأوا بالأجانب قبل ان يأتي دور الافغان. كانوا يقتلون الواحد تلو الاخر”. ونجا الشاب كذلك بالقفز من نافذة في الدور الخامس حيث اختبأ.

وكان الشاب في صالة مطعم الفندق عندما ناداه “رجلان بلباس مدني” لخدمتهم قبل ان يطلقا النيران. وقال انهم “اطلقوا النار على كل من شاهدوه. رايت جثثا كثيرة ارضا في المطعم”.

– تساؤلات كثيفة –

أضاف حسيب الله انه سمع المسلحين يفتحون الباب تلو الاخر بخناجرهم ويطلقون النار من مسدس او رشاش كلاشنيكوف. عندئذ قفزت في الفراغ”.

وكشف مصدر امني ان “اثنين من المهاجمين امضيا الليلة في الفندق كنزيلين”.

وتكثر التساؤلات بشأن الجهاز الامني للفندق نظرا الى سهولة دخول المسلحين اليه مع اسلحتهم، فيما افاد شهود عن فرار طاقم الحراسة الخاص من المكان مع بدء الهجوم.

وتم اعتقال العديد من الحراس لاستجوابهم من قبل الاستخبارات الافغانية قبل اطلاق سراحهم، وفقا لما قاله مصدر امني لفرانس برس.

وكان أحد الشهود اتهمهم الأحد، بانهم “فروا دون قتال”، الامر الذي نفاه المصدر.

وكان هناك 150 حارسا في الموقع. “لقد تم التحقق من خلفياتهم، وكانوا مدربين تدريبا جيدا، أكثر مهنية بكثير من الشرطة التي حلوا محلها”، حسب قوله.

ولكن، “كبار الشخصيات، مثل البرلمانيين يرفضون تفتيشهم لا يستطيعون ارغامهم على ذلك”.

والحراس مسؤولون فقط عن الحرم الخارجي للفندق.

واشار المتحدث باسم الداخلية نجيب دانيش ان المهاجمين دخلوا من المطابخ في الجهة الخلفية للمبنى وبلغوا الردهة الرئيسية.

كذلك ما زال سؤال التواطؤ المحتمل من داخل الفندق مطروحا، وتساءل حسيب الله “لا شك في وجود متواطئين معهم داخل الفندق. والا فكيف دخلوا رغم الكاميرات الامنية؟”

كما لاحظت صحافية في وكالة فرانس برس شاركت في مؤتمر في الفندق صباح السبت ان السيارات لم تخضع للتفتيش في مدخل المجمع كما بدا من السهل تفادي التفتيش الجسدي.

وجاء الاعتداء عقب تحذيرات أمنية صدرت في الأيام الأخيرة ودعت إلى تجنب الفنادق وغيرها من المواقع التي يتردد إليها الأجانب في كابول.

وسبق ان استهدف فندق انتركونتيننتال كابول الذي تملكه الدولة الافغانية باعتداء في حزيران/يونيو 2011 تبنته حركة طالبان واسفر عن مقتل 21 شخصا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية