مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس عباس يدعو الاوروبيين الى الاعتراف بفلسطين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعقد مؤتمرا صحافيا في بروكسل مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين في بروكسل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى الاعتراف “سريعا” بفلسطين كدولة مستقلة، معتبرا ان ذلك لن يكون عقبة امام استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل.

وقال عباس الذي يزور بروكسل سعيا للحصول على دعم الاوروبيين بعد اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، “ان اوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا”.

واضاف الرئيس الفلسطيني ان “الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول الى سلام”.

وتابع ان “ما يشجع الشعب الفلسطيني على المحافظة على الأمل، هو أن هناك سلاما قادما، وان الطريق ستكون مفتوحة لهذا السلام، ما يشجع الناس على التمسك بثقافة السلام”، بحسب تصريحات اوردتها وكالة الانباء الفلسطينية وفا.

وقد التقى عباس وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في اجتماع ثنائي قبل ان ينضم الى وزراء خارجية الدول الاعضاء ال28 في الاتحاد على غداء عمل على هامش اجتماعهم الشهري.

من جهتها اكدت موغيريني عند استقبالها عباس “الالتزام الحازم للاتحاد الاوروبي بحل الدولتين” اسرائيل وفلسطين، “مع القدس عاصمة يتقاسمها” الطرفان.

وقالت موغيريني ايضا “هذا ليس الوقت المناسب” لوقف العملية.

وكانت القيادة الفلسطينية اعلنت اثر الموقف الاميركي، رفض اعتبار الولايات المتحدة “وسيطا مشروعا” من الان فصاعدا، فيما اتهم عباس اسرائيل بانها “انهت” اتفاقات اوسلو للسلام الموقعة عام 1993 والهادفة للتوصل الى حل متفاوض عليه للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.

واوضح الرئيس الفلسطيني” قد تحصل هناك بعض العقبات كالتي سمعناها مؤخرا من هنا أو هناك، لكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار بالأيمان بأن الطريق الوحيد للوصول للسلام هو المفاوضات بيننا وبين إسرائيل تحت الرعاية والمشاركة الدولتين”.

واضاف “كذلك مهما حصلت عقبات في طريق الحل السياسي إلا أننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف محليا واقليميا ودوليا”.

– اتفاق شراكة؟ –

وتتزامن زيارة عباس الى بروكسل مع جولة لنائب الرئيس الاميركي مايك بنس الى الشرق الاوسط (مصر والاردن واسرائيل) قاطعها المسؤولون الفلسطينيون.

وفي الوقت الذي كان فيه عباس يتحدث في بروكسل، اعلن بنس امام الكنيست ان السفارة الاميركية في اسرائيل ستفتتح في القدس قبل نهاية العام 2019.

ويريد الاتحاد الاوروبي المساهمة في تحريك مفاوضات السلام لانقاذ حل الدولتين، لكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير مطروح اليوم على الطاولة. وافادت مصادر فلسطينية ان بعض الدول الاعضاء قد تخطو هذه الخطوة قريبا كسلوفينيا.

وذكر دبلوماسيون، ان الاوروبيين قد يقترحون فكرة “اتفاق شراكة” بين الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية كالاتفاق القائم مع اسرائيل.

وتؤيد فرنسا واسبانيا خصوصا الفكرة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عند وصوله الى الاجتماع “نريد الانتقال من اتفاق انتقالي الى اتفاق شراكة، وان نبدأ من الآن عملية في هذا الاتجاه”.

من جهته، قال وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس “اعتقد انه علينا ان نطلب (من عباس) الرد باعتدال على القرارات (الاميركية) التي رفضناها بانفسنا، والمساعدة بذلك قدر الامكان”.

وصرح مسؤول اوروبي كبير بشأن اتفاق شراكة محتمل مع الفلسطينيين “لا نزال في مرحلة تمهيدية جدا”، موضحا ان اتفاق شراكة لا يمكن ان يتم توقيعه والمصادقة عليه الا اذا اعترف الاتحاد الاوروبي بفلسطين دولة مستقلة.

على الرغم من تذكير الاتحاد الاوروبي مرارا “بمواقفه الثابتة” — حول حل الدولتين داخل حدود 1967 والاستيطان الاسرائيلي ووضع القدس –، قالت مصادر في بروكسل ان الدول ال28 لا يمكنها اخفاء “الخلاف في وجهات النظر والاختلافات في الطرح”.

– دعم مالي –

ووعدت موغيريني بان يواصل الاتحاد الاوروبي، اول جهة مانحة للسلطة الفلسطينية، تقديم مساعدته المالية بعد التجميد الجزئي للاموال الاميركية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). وهو قرار يرمي بحسب عباس الى “التخلي عن اللاجئين الفلسطينيين”.

ومن المقرر عقد اجتماع للمجموعة الدولية للجهات المانحة للفلسطينيين في بروكسل في 31 كانون الثاني/يناير.

واذا كان من المقرر ان يركز هذا الاجتماع الوزاري الاوروبي على النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، فانه سيتناول ايضا ملفين هما ليبيا، حيث يسعى الاتحاد الاوروبي الى دعم جهود الامم المتحدة لمساعدة المهاجرين المحتجزين في مراكز اعتقال على العودة الى بلدانهم، وايران بعد ان اعرب ترامب عن رغبته في اعادة النظر في الاتفاق النووي.

ولم تكشف الدول الاوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق (فرنسا وبريطانيا والمانيا) وموغيريني كيف تنوي الرد على مهلة الرئيس الاميركي الذي يطالب باتفاق جديد بحلول 12 ايار/مايو يتعلق ببعض المواد الواردة في المعاهدة النووية وكذلك بمنع طهران من تطوير صواريخ بالستية.

وتبنت الدول الاعضاء في الاتحاد الاثنين عقوبات ضد سبعة مسؤولين كبار في النظام الفنزويلي بسبب قمع المعارضة وضد 17 كوريا شماليا ضالعين في التجارب النووية والصاروخية التي تقوم بها بيونغ يانغ.

وستدرج اسماء هؤلاء على “اللائحة السوداء” للاتحاد الاوروبي ما سيؤدي الى تجميد ممتلكات لهم ومنعهم من دخول اراضي الاتحاد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية