مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش السوري يستعيد مدينة البوكمال في شرق البلاد

يبكي فوق جثة طفل في دوما في الغوطة الشرقية، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

سيطر الجيش السوري وحلفاؤه مجدداً الأحد على كامل مدينة البوكمال الواقعة في شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، وفق ما أكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر “سيطر الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة على كامل مدينة البوكمال” مشيرا الى أن العمل يجري حالياً على “إزالة الألغام والمفخخات التي خلفها تنظيم داعش في المدينة”.

وتمكن الجيش السوري في التاسع من الشهر من طرد التنظيم من المدينة بعد أكثر من ثلاث سنوات من سيطرته عليها، لكن عناصر التنظيم تمكنوا بعد أيام عدة من السيطرة عليها مجدداً.

وتأتي السيطرة على المدينة الأحد إثر هجوم بدأه الجيش مع حلفائه الخميس بدعم جوي روسي.

وأفاد المصدر العسكري بأن التنظيم “أبدى مقاومة عنيفة وحاول استخدام المفخخات والانتحاريين، لكن محاصرة المدينة مكنت الجيش من حسم المعركة والسيطرة عليها بالكامل”.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها أن الجيش وحلفاءه “يقضون على آخر بؤر ارهابيي داعش في المدينة” مشيرة الى أن “عناصر الهندسة يواصلون تفكيك الألغام والعبوات الناسفة والمفخخات في الشوارع والأحياء”.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان استعادة الجيش مع حلفائه من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني والمجموعات المقاتلة العراقية السيطرة على المدينة، مشيراً الى انسحاب عناصر التنظيم من الأحياء الشرقية باتجاه نهر الفرات الذي تقع المدينة غربه.

وتتركز الاشتباكات حالياً وفق المرصد، في محيط البوكمال التي كانت تعد آخر معقل بارز للتنظيم في سوريا، حيث لا يزال يسيطر على 25 في المئة من مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق.

وأحصى المرصد مقتل 31 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل أكثر من خمسين عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية داخل المدينة وعلى أطرافها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

ومني التنظيم الذي كان اعلن في العام 2014 اقامة “الخلافة الاسلامية” على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، بسلسلة هزائم ميدانية كبرى في البلدين، آخرها بلدة راوة قبل يومين التي كانت تعد آخر بلدة تحت سيطرة التنظيم في العراق قرب الحدود مع سوريا.

على جبهة أخرى، قصف النظام السوري منطقة الغوطة الشرقية في حين دعت الأمم المتحدة الأطراف المتحاربة إلى التوقف عن استهداف المدنيين.

وشاهد مصور فيديو تابع لوكالة فرانس برس في الغوطة الشرقية مشاهد قاسية لاطباء يحاولون إنقاذ اطفال اصيبوا بجروح خطرة يحدقون بعيونهم بانتظار تدخل طارئ لمعالجة اطرافهم التي مزقتها الشظايا. وفي احدى الغرف، يعانق رجل جسد طفل لا حياة فيه.

واورد المرصد ان ثمانية اشخاص لقوا مصرعهم واصيب 25 اخرون في قصف على دوما ومسربا.

وشاهد مصور فيديو تابع لفرانس برس العديد من الجرحى في مستشفى دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية.

وياتي تكثيف عمليات القصف التي يقوم بها النظام بعد هجوم شنته حركة احرار الشام الثلاثاء على قاعدة للجيش السوري قرب بلدة حرستا.

كما اطلقت فصائل مقاتلة قذائف على العاصمة السورية ما اسفر عن مقتل أكثر من عشرة اشخاص هذا الأسبوع.

وفي ضوء التصعيد المستمر منذ أسبوع والذي أوقع عشرات القتلى، ناشد منسق الشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري في بيان “كل الأطراف المتحاربة تجنب إستهداف المدنيين”.

وأضاف “تتوارد التقارير اليومية ومنذ أيام عن حدوث وفيات بين المدنيين وإصابة أعداد أخرى بجروح خطيرة عدا عن إخراج مخازن ومستشفيات ومدارس عن الخدمة جراء القذائف المتبادلة خاصة في مدينة دمشق والغوطة الشرقية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية