مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا فرنسيس يكرم ضحايا حقبة الاحتلال في مستهل جولة في البلطيق

البابا فرنسيس يمر في عربته بين حشود في ساحة الكاتدرائية في فيلنيوس السبت 22 أيلول/سبتمبر 2018 afp_tickers

كرّم البابا فرنسيس السبت في ليتوانيا الكاثوليكية ضحايا حقبة الاحتلال النازي والسوفياتي لمنطقة البلطيق، في مستهل جولة تأتي في وقت تسعى فيه الكنيسة لتجاوز اتهامات جديدة لرجال دين بارتكاب تجاوزات.

والجولة التي تستمر أربعة أيام على دول البلطيق الواقعة على الجانب الشمالي الشرقي للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي، تقربه جغرافيا من روسيا التي سعى دبلوماسيو الفاتيكان لسنوات لترتيب زيارة بابوية إليها.

وإضافة إلى ليتوانيا تشمل الجولة لاتفيا البروتستانية الاثنين وإستونيا العلمانية الثلاثاء. وتحيي الدول الثلاث هذا العام الذكرى المئوية لاستقلالها.

وقال البابا أمام حشد من الكاثوليك كانوا يلوحون بالعلم الوطني المكون من ثلاثة ألوان الاصفر والاخضر والأحمر جاؤوا لتحيته في فيلينوس “شهد القرن الماضي تحملكم للعديد من التجارب والمعاناة والاعتقالات والترحيل وحتى الاستشهاد”.

وشهد القرن الأخير في تاريخ منطقة البلطيق الاحتلال النازي — ومقتل جميع اليهود تقريبا في المنطقة – ثم عقودا من الاحتلال السوفياتي في الحرب الباردة.

وخلف “الستار الحديدي” لعبت الكنيسة الكاثوليكية دورا رئيسيا في المقاومة غير العنيفة للسوفيات وخصوصا في ليتوانيا الوحيدة بين الدول الثلاث ذات الغالبية الكاثوليكية. ونتيجة لذلك تعرضت للاضطهاد وقتلت السلطات كهنة وأساقفة.

ووصفت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايتي زيارة البابا بأنها “هدية ثمينة” في المئوية.

– زرع الخلاف –

وحسب تقديرات فيلنيوس، قضى أكثر من 50 ألف ليتواني في معسكرات وسجون وخلال عمليات ترحيل بين 1944 و1953. وقتل 20 ألف شخص من المناصرين في عمليات لمجموعات مسلحة ضد السوفيات.

ودعا البابا فرنسيس ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي والبالغ عدد سكانها 2,9 مليوني نسمة لاستخلاص العبر من الدروس الصعبة لتاريخها المضطرب كي تصبح “جسرا بين أوروبا الشرقية والغربية”.

وفي إشارة على ما يبدو إلى تصاعد حركات اليمين المتطرف المعادية للهجرة في اوروبا، حذر الحبر الأعظم من “السيناريو العالمي الذي نعيش فيه وحيث تنمو الأصوات التي تزرع الانقسام والتناقض أو تعلن أن الأسلوب الوحيد الممكن لضمان أمان واستمرار ثقافة ما يقوم على إزالة ومحو وإقصاء الثقافات الأخرى”، بحسب الترجمة العربية للفاتيكان.

سيزور الحبر الأعظم في فيلنيوس متحف الاحتلالات والنضالات من أجل الحرية الذي أقيم في مقر الشرطة السرية النازية (غشتابو) ثم الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي). وسيصلي الأحد أمام نصب لضحايا المحرقة.

– “هجمات 11 ايلول/سبتمبر في الكنيسة” –

ويمكن ان تعكّر جولة البابا الأولى في البلطيق موجة جديدة من الاتهامات لرجال دين في أنحاء العالم بارتكاب انتهاكات جنسية.

والفضائح التي ظهرت في استراليا واوروبا والاميركيتين تتعلق باتهامات واسعة بانتهاكات وتستر — من رجال دين ومناصرين لهم، وصفها أحد الاساقفة بما يشبه “هجمات 11 ايلول/سبتمبر في الكنيسة”.

وقبل البابا الجمعة استقالة أسقفين من تشيلي التي تحقق في أكثر من مئة قضية تتعلق بتجاوزات جنسية لرجال دين.

ودعا إلى اجتماع لرؤساء مؤتمر الاساقفة الكاثوليك في الفاتيكان في شباط/فبراير المقبل لمناقشة “حماية القاصرين”.

غير أن البابا لزم الصمت إزاء اتهامات بأنه تجاهل إفادات تؤكد حصول تجاوزات.

وبعد لقاء مع البابا الأربعاء قال الناشط بونو، الموسيقي والمغني في فرقة يو-تو، إنه رأى الألم على وجه الحبر الأعظم عندما قال له إنه “يبدو لبعض الناس إن مرتكبي التجاوزات يحظون بحماية أكبر من الضحايا”.

ومن المتوقع أن تنشر سلطات الكنيسة في ألمانيا رسميا دراسة تفنّد عقودا من التجاوزات الجنسية بحق أطفال ارتكبها كهنة، فيما ينهي البابا فرنسيس جولته البلطيقية الثلاثاء.

وتأتي زيارة البابا فرنسيس على خطى البابا البولندي يوحنا بولس الثاني الذي زار دول البلطيق في 1993 بعد سنتين فقط من انهيار الاتحاد السوفياتي.

وقد رسخت دول البلطيق الثلاث مستقبلها في تحالفات مع الغرب بالانضمام إلى حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي في 2004.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية