مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“هزيمة فيديرر في ويمبلدون تشكل منعرجا في مسيرته البطولية”

إقصاء فيديرر المُبكر من ويمبلدون أثار مزيجا من التعاطف والانتقادات في وسائل الإعلام السويسرية Keystone

"ويمبلدون تحت الصدمة"، "اليوم الحزين في حياة فيديرر"، "فيديرر ضحية آلام بدنية"... تصدرت هذه التعليقات العناوين العريضة للصحف السويسرية الصادرة صبيحة الخميس 1 يوليو 2010، بعد الهزيمة النكراء التي مني بها بطل التنس السويسري روجيه فيديرر، حامل اللقب لست مرات متتالية، أمام التشيكي توماس برديخ (المصنف 12) بنتيجة 6-4 و3-6 و6-1، و6-4.

ولئن اختلفت تفسيراتها لما حدث، فإن أغلب الصحف التي تناولت الموضوع تكاد تجمع على أن هزيمة ويمبلدون هذه المرة تشكل منعرجا رئيسيا في مسيرة هذا البطل الاستثنائي.

ولفهم ما حصل، الكلمة أوّلا للاعب نفسه الذي أوضح قائلا: “أعاني من مشكلات في الظهر وفي الساق. إنها ليست إصابات بل آلام، شيء مزعج ومقلق. هذا الوضع لم يسمح لي باللعب كما كنت أتمنى. إنه أمر محبط”.

ويضيف فيديرر متحدثا عن حصيلة المنافسات الأخيرة: “لا أشعر بأني في وضع مريح منذ اللقاءات الثلاث الأخيرة، (…) أشعر بألم متواصل على مستوى الساق، ولدي تصلب في عضلات الظهر منذ خمسة أو ستة أيام”. رغم كل ذلك، يقول فيديرر: “أشعر برغبة جامحة للعودة إلى ملاعب التنس بباريس ولندن العام القادم. سأركن للراحة الآن، لمدة أسبوعيْن، وأستأنف من جديد في أمريكا الشمالية”.

خسارة مدوية

ورغم محاولة فيديرر تفسير ما حدث، تبين “لاتريبون دو جنيف” الناطقة بالفرنسية أن “نتيجة الأمس لم تفقد فيديرر فقط تاج ويمبلدون باعتباره حامل اللقب لست دورات متتابعة، بل فوّتت عليه كذلك فرصة تحقيق الرقم القياسي للفوز سبع مرات متتالية بمنافسات ويمبلدون، وأفقدته لترتيبه كمصنف ثاني عالميا بعد أن خسر المرتبة الأولى بداية هذه السنة”.

وفي نفس الإتجاه، تستعيد “لوتون” الصادرة هي الأخرى بالفرنسية بجنيف، وتحت عنوان”روجيه فيديرر، العطل البدني”، ما اعتبرته شبكة البي بي سي البريطانية “الحزن الكبير”، ومعيدة بذلك إلى الأذهان “التقدير الكبير الذي تكنه ويمبلدون للبطل السويسري، الذي خاض نهائيات هذه البطولة لسبع مرات متتالية لم ينهزم إلا في واحدة منها فقط في عام 2002”.

ورغم الاسئلة الكثيرة التي طرحتها صحيفة “لوماتان” الصادرة بالفرنسية في لوزان حول دلالات ما حصل لفيديرر في ويمبلدون، كتساؤلها :”هل بالغ فيديرر في طموحه لكتابة التاريخ؟ وهل أخطأ في عدم إستعانته بمدرب خبير؟”، فإنها اختارت موقف الدفاع عنه، مذكرة “بحصيلة السنوات السبع التي خلت والتي تربع فيها فيديرر على عرش كرة المضرب العالمية”.

بل إن صحيفة “بليك” الشعبية واسعة الإنتشار والناطقة بالألمانية، قد ذهبت إلى حد وصف فيديرر بعدم التواضع نسبيا، حتى أن صاحب المقال كتب: “إن فيديرر كان يمشي على خيط رفيع بين العجرفة والكبرياء، والثقة التامة في النفس”. رغم ذلك ختمت “لوماتان” مقالها، متسائلة: “من قال إن المسيرة توقفت؟ كل ما حصل هو أن فيديرر قد عاد لطبيعته البشرية، بشر له أخطاؤه، ويعاني من الآلام”.

منعرج، ثم ماذا بعد؟

بعض الصحف الأخرى على غرار صحيفة “فانت كاتر أور” الناطقة بالفرنسية و”لاتريبون دو جنيف”، وجدت في هزيمة ويمبلدون فرصة لإطلاق الجدل من جديد حول الحاجة الماسة لتعيين مدرّب خاص لفيديرر: “على الأقل لشحذ عزيمته. سيكون ذلك أفضل “صادم كهربائي” له للخروج من سلسلة الهزائم المتتابعة”.

قبل أن تضيف الصحيفتان: “يبدو أن الأبوة أفقدته شيئا من قدرته وطاقته. ولا يمكن لأحد أن يؤاخذه على ذلك. غير أن الموقع الذي هو فيه يفرض عليه أيضا بعض المسؤوليات، وبعض الالتزامات”.

لكن هل تشكل هذه الهزيمة المدوّية على أرضية ويمبلدون المنعرج الحقيقي في مسيرة نجاح فيديرر؟ تجيب صحيفة “لاليبرتي” الصادرة بالفرنسية بفريبورغ: “لسنا مغفّلين، ولن يكون من السهولة على أحد استعادة عرش هذا البطل أو تحطيم أرقامه القياسية”. وتؤكد الصحيفة أن “التحدي الوحيد الذي يقف أمام فيديرر الذي بلغ عمره 29 سنة هو ما بناه فيديرر نفسه”، قبل أن تتساءل: “هل يستطيع أصيل كانتون بازل أن يقلب المعادلة مرة أخرى بعد أن كتب صفحات التاريخ المشرقة؟”.

وهذا الأمر تشاطره فيها أيضا صحيفة “نويه تزورخر تسايتونغ” الصادرة بالألمانية في زيورخ، والتي تعدد في مقالها الهزائم المتكررة لفيديرر في موسم 2010، لتخلص إلى القول: “البطل السويسري أصابته أضرار، وهو يوجد اليوم أمام أخطر مرحلة في مسيرته البطولية”.

لكن الصحيفة تنهي مقالها بمسحة من التفاؤل المسكون بالحذر: “أكد فيديرر دائما أنه لم يتعب من لعب كرة التنس، وأنه لا يفتقد الإندفاع الضروري للذهاب إلى الأمام. عليه أن يبيّن في الأسابيع القليلة القادمة بأن ما قاله ليس مجرد كلام فقط”.

عبد الحفيظ العبدلي وبيير فرانسوا بيسون – swissinfo.ch

في ربع نهائي دورة أندين وايلز ضد بغداديس( المصنف 33).

في ثمن نهائي دورة ميامي ضد توماس برديدش (المصنف 20).

في الدوري الثاني بدورة روما ضد إرنستس غولبيس (المصنف 40).

في نصف نهائي دورة إستريل (البرتغال) ضد ألبرت مونتناس (المصنف 34).

في نهائي دورة مدريد ضد رافيال نادال (المصنف 3 آنذاك).

في ربع نهائي رولان غاروس ضد روبن سودرلينغ (المصنف 7).

في نهائي دورة هال ضد الأسترالي ليتون هويت (المصنف 32).

في ربع نهائي دورة ويمبلدن ضد توماس برديخ (المصنف 20).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية