مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“يجب أن تنطلق عملية إعادة الإعمار على جميع الجبهات وبنفس الزخم”

دارت أولى فعاليات منتدى بازل للسلام في المدينة الواقعة شمال سويسرا يومي 15 و16 يناير 2017 وشاركت فيه الكاتبة والمعمارية السورية مروة الصابوني. zvg

كيف يُمكن للتخطيط العمراني الجيّد والعقلاني أن يُسهم في تعزيز السلام وإعادة الإستقرار إلى البلدان التي عانت من ويلات الحروب والمواجهات؟ هذا هو المحور الذي اهتم به المشاركون في أول دورة لمنتدى بازل للسلام الذي احتضنته المدينة الواقعة شمال سويسرا يومي 15 و16 يناير 2017.

في تلك المناسبة، التقت swissinfo.ch بالمؤلفة والمعمارية السورية مروة الصابوني المقيمة في حمص، التي قدمت للحضور عرضا عن أطروحاتها المبتكرة والخاصة بالدور الذي لعبته المسألة المعمارية في الحرب التي تُعاني منها سوريا.

swissinfo.ch:  لماذا بدأت في الحديث عن إعادة الإعمار في هذا الوقت والحرب مازالت قائمة والتدمير ما زال مستمرا؟

مروة الصابوني: أولا أنا ما بدأت في الحديث عن إعادة الإعمار، أنا نشرتُ كتابي عن معركة من أجل الوطن في عام 2016، وأطروحة هذا الكتاب عبارة عن “كيف تساهم العمارة في خلق الصراع”، فهي أطروحة تحليلية لواقع البيئة السورية.

مهندسة معمارية ممارسة مستقلة. حاصلة على درجة الدكتوراه في التصميم المعماري.

مشاركة في ملكية “البوابة العربية للأخبار المعماريةرابط خارجي“، الموقع المتخص في الأخبار المعمارية باللغة العربية.

 الموقع حائز على الجائزة الملكية الكويتية لأفضل مشروع وسائل الإعلام في العالم العربي في عام 2010.

تركز بحث الدكتوراه الذي قامت بإعداده على “القوالب النمطية في العمارة الإسلامية”.

فازت بالمركز الأول / النتائج الوطنية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لاقتراح إعادة بناء منطقة دمرت في الصراع السوري (هي منطقة بابا عمرو).

لديها العديد من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات على شبكة الإنترنت مثل: وول ستريت الدولي، المهندسون المعماريون. وأعيد نشرها في لغات مختلفة في اللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية، والألمانية. وهي مؤلفة كتاب: “معركة من أجل وطن”.

ثم ثانيا: في مُداخلتي تكلمتُ عن إعادة الإعمار وهذا الموضوع بدأ منذ أكثر من عام من قبل المؤسسات الرسمية والحكومية والمنظمات الدولية ومبادرات فردية. فالحديث عن إعادة الإعمار ليس حديثا جديدا، ولكن رسالتي هي التركيز على “ما هو شكل إعادة الإعمار؟”، و”ما هي المخاطر التي قد نقع فيها أثناء إعادة الإعمار”، بناءً على دور العمارة في الصراع.

swissinfo.ch: عند تأليفك للكتاب، إلى من توجهت بالخطاب أساسا؟

مروة الصابوني: بصراحة أنا ما كنت أخاطب أحدأ بالتحديد، ولكني كنت أخاطب الضمير. اعتقدت أني توصلت لشيء صحيح لرؤية أفكار أؤمن بأنها حقاً فأحببت أن أشاركها مع العالم.

swissinfo.ch: ما هي علاقة التوزيع السكاني والأحياء العشوائية بالحرب الأهلية في سوريا؟

مروة الصابوني: الناس خسرت التواصل بين المجموعات العرقية والدينية والطبقية المختلفة، كل مجموعة تعيش منعزلة عن الأخرى مع غياب العدالة، وانعكس شكل الأحياء (السكنية) والبيئة المبنية في نوع من الغضب والغربة وتبادل اللوم.

swissinfo.ch: لقد فزت بمشروعك على المستوى الوطني لإعادة إعمار “بابا عمرو”، وهو حي دُمِّـ رَ تماما في مدينة حمص، هل تم تنفيذ مشروعك؟

مروة الصابوني: أساسا لم يتم تبنيه، ولكن تم التصديق على مشروع آخر. من وجهة نظري التي قدمتُها في كتابي، فإن ضعف أطروحة الحلول البديلة (وهي قليلة حاليا) لا تبدو واعدة؛ بمعنى لا تستشف أي عملية فكرية أو أية اعتبارات أو تفكير عميق بأهمية العمارة في حياتنا كأشخاص، وبما أن المجتمعات التي ما زالت تعيش سوف تستخدم هذه المشاريع، لذلك فلديّ تحفظ تجاه شكل هذا الأسلوب المعماري، ومن هذا الباب أحاول أن ألقي الضوء على هذا الإطار.

انعقد المنتدى للمرة الأولى بحضور حوالي 120 من قادة الأعمال التجارية، والدبلوماسية، والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني من نحو 20 دولة خلال الفترة من 15 و 16 يناير 2017 في مدينة بازل للتفكير في كيفية تعزيز السلام.

أسفرت المناقشات التي شهدها المنتدى عن مطالبة صناع القرار بـ “مزيد من المسؤولية والقدرة على التكيف من أجل السلام”. 

تم تنظيم “منتدى بازل للسلامرابط خارجي” من طرف المؤسسة السويسرية للسلام “سويس بيسرابط خارجي” وبدعم من وزارة الشؤون الخارجية وكانتون بازل المدينة وبعض الأفراد. 

swissinfo.ch: هل تظنين أن إعادة بناء السوق القديم الآن في حمص وبقية العمائر لن تساهم في إحلال السلام على نطاق المدينة؟

مروة الصابوني: إحلال السلام لن يحصل بالضغط على زر ولكنه عملية تراكمية تبدأ مثل أي طريق بخطوات، هذه الخطوات تعطيك الأمل أنها خطوات على الطريق الصحيح. مثل السوق، إذ أعتبره تجربة واعدة كونه يحترم العديد من خصوصيات لهذا المكان. ومن هذا الباب أتمنى كمعمارية بل وأيضا كسورية أن أرى مثل هذا النوع من الإحترام تجاه أماكننا وتجاه هذا القليل الذي مازلنا نملكه، ليكبر ويتوسع ويزيد الوعي تجاهه.

swissinfo.ch: وهل تعتقدين أن الوقت صحيح للبناء الآن والتدمير ما زال مستمرا في كل مكان؟

مروة الصابوني: مُجددا، أنا لا أؤمن بالرؤى الشمولية والقرارات الشمولية. لا أعتقد أن عملية إعادة الإعمار مثل عملية إعادة السلام يجب أن تنطلق على جميع الجبهات وعلى جميع الأصعدة وبنفس الزخم، إنما يجب أن تراعي خصوصية كل مكان وكل حي من المجتمع، وبالتالي إذا كان هناك مجال أن نقوم بجهد إيجابي فلا يجب أن ننتظر أن نبدأ جميعا معا، بل يجب على كل شخص أن يبدأ طالما كانت لديه الإمكانية.

المعمارية السورية مروة الصابوني خلال مداخلتها أمام المشاركين في منتدى السلام بازل يوم 15 يناير 2017. zvg

swissinfo.ch: لماذا اخترت الكتابة بالإنجليزية رغم أن اللغة العربية واسعة الإنتشار أيضا؟

مروة الصابوني: هناك سببان؛ الأول هو القدر، حيث أني بدأت بكتابة مقالات عن العمارة والحرب باللغة الإنكليزية بدعوة من أحد المحررين وهذا الشيء خطوة قادت الى السبب الآخر وهو أننا إذا نظرنا لواقع النشر العربي أو الناشر العربي أو المنشورات العربية فهي تعاني من واقع مؤسف مثل كثير من الأشياء المتعلقة بأوطاننا، فالعلم فيه غير مقدر، والكُتَّاب فيه لا يحظون بالإهتمام الكافي، والناشرون يتعرضون لضغوطات اقتصادية، ووضع القراءة وغيرها من الأسباب الكثيرة.. ولذا، فأنا لم أُخَيَّر بين الكتابة بالعربية أو الإنجليزية، ولكن القدر ساقني للكتابة بالإنجليزية.

swissinfo.ch: هل واجهتِ صعوبة في سفرك إلى المنتدى وهل تعتقدين أن مشاركتك فيه سوف تسبب لك مشاكل أمنية فور عودتك إلى سوريا؟

مروة الصابوني: أبدأ بالرد على الجزء الثاني من السؤال: أتمنى ألا أتعرض لأية مشاكل أمنية، لأن الأطروحة التي أقدمها هي أطروحة فكرية تعنينا جميعا كسوريين وكمواطنين وهي محاولة للإبتعاد والخروج عن جو الصراعات، وأنا استخدم خبرتي في مجالي بما أعتقد أنه يخدمنا كسوريين جميعا ويخدم بلدي سوريا. أما عن الصعوبات فلم ألاق صعوبات أمنية، ولكنها بالتأكيد هي رحلة شاقة وبها صعوبات على الحدود اللبنانية، لكنها لم تتضمن أي نوع من المخاطر.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية