مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 11 مدنيا في غارات على الغوطة الشرقية قرب دمشق رغم الهدنة

جثث اطفال في مستشفى ميداني في عربين، شرق دمشق في ساعة متأخرة الاثنين 24 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

قتل 11 مدنيا، نصفهم أطفال، جراء غارات جوية استهدفت منذ ليل الاثنين الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وذلك رغم سريان هدنة في هذه المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر طبي وكالة فرانس برس الثلاثاء.

وقال المرصد ان ثلاثة مدنيين قتلوا مساء الثلاثاء في ست ضربات شنتها طائرات حربية سورية على مدينة عربين” التي تسيطر عليها فصائل معارضة في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية.

وكانت غارة جوية اخرى استهدفت المدينة نفسها ليل الاثنين واسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين، نصفهم اطفال، و30 جريحا، بحسب المرصد ومستشفى محلي، من دون ان يعرف بالتحديد ما اذا كانت هذه الغارة روسية ام سورية.

وتظهر صور التقطها مصور فرانس برس داخل المستشفى جثث اطفال ملفوفة بقماش ابيض وممددة على الارض، اثنان منها لطفلتين رضيعتين.

وفي صورة اخرى، يعمل اطباء وممرضون على اسعاف طفل يصرخ وهي ممدد على السرير. وعلى سرير آخر جلس ثلاثة اطفال صغار، تغطي الدماء وجه احدهم فيما يبكي الثاني ويظهر الاخر في حالة صدمة.

وقالت امراة وهي تبكي قرب ثلاث جثث مكفنة “جاءت أختي لزيارتنا مع ابنها وابنتها وقتلوا جميعهم”.

في الحي السكني الذي استهدفته الغارة، شاهد مراسل لفرانس برس مدنيين وعمال إغاثة يعملون على رفع الركام. وقال الفتى محمد (13 عاما) وهو يساعد في رفع الركام “كنا نائمين في المنزل قبل ان تأتي طيارة وترمي صاروخاً”.

واضاف “كنت مع أمي وأختي سمعنا انفجارا قويا ثم نزلنا الى القبو”.

وروى أبو بشار وهو في الثلاثينات وأب لاربعة أطفال أن “تخلعت الأبواب والنوافذ وسقطت علينا (…) لم نعد نر شيئاً من كثرة الغبار”.

وقال عبد الرحمن “انها أول مرة يسقط فيها شهداء مدنيون منذ بدء اتفاق الهدنة”.

– نفي روسي –

وبدأ ظهر السبت تطبيق وقف الاعمال القتالية في منطقة الغوطة الشرقية، بعد ساعات من إعلان روسيا الاتفاق على آليات التطبيق.

واكد عبد الرحمن ان “الغارة على عربين التي يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن بشكل رئيسي تعد خرقاً واضحاً للهدنة” نافياً وجود فصائل جهادية في المدينة.

وتظهر خريطة تم عرضها خلال مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع الروسية الاثنين ان الجزء الشمالي من عربين مستثنى من الاتفاق.

الا ان مسؤولا عسكريا روسيا أكد الثلاثاء ان التقارير التي تتحدث عن غارة جوية “مساء 24 تموز/يوليو في منطقة تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية مجرد كذبة هدفها الاساءة الى عملية السلام”.

واشار الى انه تم التواصل مع فصائل معارضة في المنطقة “اكدت عدم حصول أعمال قتالية في هذه المنطقة، ولم يكن هناك غارات جوية”.

من جهة اخرى اعلنت موسكو الثلاثاء انها سلمت اكثر من عشرة الاف طن من المساعدات الانسانية لسكان الغوطة الشرقية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان “اول قافلة مساعدات انسانية وصلت الى الغوطة الشرقية” التي تحاصر قوات النظام العديد من بلداتها وقراها منذ بدء النزاع في 2011.

واوضحت الوزارة ان “المركز الروسي للمصالحة في سوريا اوصل اكثر من عشرة الاف طن من المواد الغذائية والادوية الضرورية” في اطار اتفاق مع فصائل سورية معارضة.

واضافت ان الشاحنات الروسية نقلت المساعدة الانسانية التي تم تسليمها “باشراف ممثلين للفصائل المعارضة” في منطقة اقامت فيها الشرطة العسكرية الروسية موقع تفتيش الاثنين، ثم توجهت الى بلدة دوما.

وافاد مراسل لفرانس برس ان ثلاث شاحنات محملة مساعدات وصلت الثلاثاء الى دوما.

وبحسب بيان وزارة الدفاع فقد نظمت موسكوة ايضا عملية “اجلاء لسكان جرحى ومرضى من مناطق تسيطر عليها المعارضة” في الغوطة.

وكان الجيش السوري اعلن السبت “وقف الاعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق” من دون ان يسمي المناطق غير المشمولة بالاتفاق.

لكن صحيفة “الوطن” السورية القريبة من دمشق نقلت الاثنين عن “مصدر ميداني” استثناء “ميليشيا فيلق الرحمن والنصرة” من اتفاق وقف الاعمال القتالية.

وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ أكثر من أربع سنوات. وغالبا ما شكلت هدفاً لغاراتها وعملياتها العسكرية.

ولم تعلن اي من الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية توقيع الاتفاق، وأبرزها جيش الاسلام، في وقت رحب به فيلق الرحمن، ثاني أكبر فصائل المعارضة في المنطقة.

والغوطة الشرقية هي إحدى أربع مناطق نص عليها اتفاق “خفض التصعيد” الذي وقعته كل من روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في استانا في أيار/مايو.

وينص الاتفاق بشكل رئيسي على وقف المعارك بين القوات السورية والفصائل المعارضة ووقف الغارات الجوية وادخال قوافل المساعدات.

وأعلن الجيش الروسي الاثنين نشر قوات من الشرطة العسكرية الروسية لمراقبة الالتزام بالهدنة في الغوطة الشرقية وفي جنوب سوريا، حيث تسري هدنة منذ التاسع من تموز/يوليو.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية