مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

محكمة اسرائيلية تبقي التميمي قيد الاعتقال الى حين انتهاء محاكمتها

عهد التميمي اثناء مثولها امام المحكمة العسكرية الاثنين في 15 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

مددت محكمة عوفر العسكرية الاسرائيلية الاربعاء اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمي (16 عاما) التي تظهر في شريط فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي تضرب جنديين اسرائيليين، الى حين انتهاء محاكمتها.

وقال القاضي العسكري في حيثيات حكمه “لم أجد بديلا سوى الامر باحتجازها الى حين انتهاء الاجراءات (القضائية)” موضحا ان “خطورة الجرائم التي اتهمت بها لا تسمح بأي بديل اخر سوى احتجازها”.

ووجهت النيابة العسكرية الاسرائيلية 12 تهمة للتميمي اوائل الشهر الجاري.

وتتعلق التهم بضرب الجنديين، بالاضافة الى خمسة حوادث اخرى تشمل التحريض والتهديد والقاء الحجارة.

وحضر عدد من الدبلوماسيين الاوروبيين من القنصليتين الفرنسية والسويدية، جلسة المحكمة الاربعاء.

وتم تمديد اعتقال والدتها ناريمان حتى الجلسة المقبلة في السادس من شباط/فبراير المقبل.

وقالت محاميتها غابي لاسكي للصحافيين “ارتات المحكمة انه نظرا للخطر الذي تشكله، ليست هناك امكانية لاطلاق سراحها بكفالة”.

واضافت لاسكي ان اعتقال موكلتها ينتهك المعاهدات الدولية المتعلقة برعاية الاطفال.

وانتقدت منظمات حقوقية ابقاء الفتاة قيد الاعتقال. واعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه ازاء اعتقالها.

وتابعت لاسكي “لا أعرف ان كنا سنستأنف (القرار) بعد رفض كل الاقوال في ما يتعلق بحقوق الطفلة”.

وتحتجز عهد التميمي حاليا في سجن هشارون، قرب نتانيا، شمال اسرائيل، بحسب ما اعلنت مصلحة السجون الاسرائيلية.

وأثنى وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في تغريدة على موقع تويتر على القرار، مؤكدا ان “رسالتنا واضحة : كل من يعتدي على جنود الجيش الاسرائيلي سيدفع ثمنا باهظا”.

– “معاملة تمييزية”-

وتحولت عهد التميمي الى ايقونة لدى الفلسطينيين لمشاركتها منذ طفولتها في مواجهات مع القوات الاسرائيلية. وفي حال ادانتها يمكن ان يحكم عليها بالسجن سنوات عدة.

وكانت عهد وقريبتها نور اقتربتا في 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي، من جنديين يستندان الى جدار في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، وراحتا تدفعانهما قبل ان تقوما بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما.

واعتقلت عهد ووالدتها في 19 كانون الاول/ديسمبر.

واعتقلت نور في 20 كانون الاول/ديسمبر. ووجهت اليها النيابة العسكرية الاثنين تهمتي الاعتداء بالضرب على جندي وازعاج جنديين اثناء ادائهما واجبهما، بحسب لائحة الاتهام.

وأطلق سراح نور في الخامس من كانون الثاني/يناير بموجب كفالة، على أن تمثل أمام القضاء لاحقا لمحاكمتها.

ويظهر التسجيل الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجنديين المسلحين لم يردا على الفتاتين، وتراجعا الى الخلف، بينما حاولت ناريمان، والدة عهد، التدخل في مسعى لدفع الجنود الى مغادرة مدخل المنزل.

ووقع الحادث اثناء يوم من الاشتباكات في انحاء الضفة الغربية ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

ويومها اصيب فتى من عائلة التميمي بالرصاص المطاطي في رأسه خلال الاحتجاجات، بحسب العائلة.

وتتقدم عائلة التميمي التظاهرات الاسبوعية في قرية النبي صالح.

من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية في بيان إلى الافراج عن التميمي.

واضافت ان اعتقالها والاجراءات الجارية “يبرزان المعاملة التمييزية التي تمارسها السلطات الاسرائيلية بحق الاطفال الفلسطينيين الذين يجرؤون على مقاومة القمع، الوحشي غالبا، الذي تمارسه قوات الاحتلال” الاسرائيلي.

واصبحت الفتاة الشقراء شخصية مكروهة في الدولة العبرية، ورمزا للمقاومة الشعبية الفلسطينية.

ووصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية سلوك عهد التي ما زالت طالبة في الثانوية العامة في احدى المدارس في مدينة رام الله بأنه “استفزازي”.

ولعهد سوابق في مواجهة الجيش الاسرائيلي تعود الى طفولتها. فقد استقبلها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عام 2012، وكان يشغل آنذاك منصب رئيس الوزراء، بعد انتشار شريط فيديو يظهرها وهي تحاول منع الجيش الاسرائيلي من اعتقال طفل من عائلتها.

وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي اسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون اي خوف او تردد، في محاولة لانقاذ الفتى من قبضته.

واشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتميمي، واتصل هاتفيا بوالدها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية