مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رسّــامـون ونـحّـاتُــون

تتراوح أساليب الفنانين السويسريين من الأعمال اللعوب المُنفذة على سبيل المرح وحتى المجسمات الغريبة أو البشعة. وليس ألبيرتو جياكوميتّي وبول كلي وجون تانغلي، سوى بضعة رموز فنية سويسرية ذاع صيتها في الخارج أيضا، دون أن ننسى هانس رودي غيغَر الذي ساهم في تصميم مخلوقات فيلم  الخيال العلمي الأمريكي الشهير (Alien).

توجد العديد من المعارض التي تضم أعمال الفنانين السويسريين المُعاصرين، كما برز المعرض الفني السنوي في مدينة بازل، المعروف باسم آرت بازلرابط خارجي  كمنصة مرموقة لعرض أعمال الفنانين السويسريين والدوليين.

مغتربون ومهاجرون

على الرغم من توفر سويسرا على تقليد راسخ في مجال الفن الديني خلال العصور الوسطى، إلّا أنَّ حركة الإصلاح البروتستانتي كانت تقف كعائق أمام ممارسة الفنون البصرية في البلاد مثل الرسم والنحت بشكل عام.

في شبابه، استقر هَانْسْ هولبايْن الصغير (1497-1543) وهو فنان ألماني من عصر النهضة في مدينة بازل التي ونفذ فيها الكثير من أعماله الفنية الدينية التي عكست تأثره بالحركة الكلاسيكية الإيطالية. وفي عام 1532 إنتقل إلى لندن واستقر فيها وأصبح رسام البلاط الملكي المفضل. بدورها إنتقلت الرسامة السويسرية النمساوية انجليكا كاوفمان (1741-1807) المولودة في خور (كانتون غراوبوندَن) والتي كانت من أتباع الحركة الكلاسيكية الحديثة للعمل في لندن.

ومن الفنانين الذين ذاع صيتهم في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، نجد ألبرت أنكر (1831 – 1910)، وأرنولد بوكلين (1827 – 1901)، وفيرديناند هودلر (1853 – 1918). وبالنسبة للعديد من مؤرخي الفن، يعتبر الأخير الشخصية الرئيسية في فن الرسم السويسري في العصر الحديث، كما حظيت أعماله بشعبية واسعة وبيعت بأسعار عالية في المزادات. وترتبط رسومات هودلَر أساسا بمواضيع ومناطق سويسرية. وكان يـعتبرُه الكثيرون في زمنه رسامَ سويسرا الوطني. لكن هودلَر في الخارج لم يكتسب أبدا نفس الشهرة التي حققها جون تانغلي أو ألبيرتو جياكوميتي على سبيل المثال. (أنظر  فقرة “الفن الحديث” أسفله).

وتزخر قاعدة البيانات الإلكترونية SIKARTرابط خارجي  التابعة للمعهد السويسري لدراسة الفن بمعلومات عن حياة الفنانين السويسريين وأعمالهم. 

الفن الحديث

خلال الحربين الكونيتين، تحولت زيورخ إلى ملاذ للفنانين بمختلف أطيافهم. وفي هذه المدينة، نشأ تيار دادا (المعروف أيضا بالدادائية) أثناء الحرب العالمية الأولى. وكان هانس أرب وزوجته صوفي تاوبر – أرب، من أتباع ذلك التيار، وتحولا فيما بعد إلى وجهين مشهورين جدا، حتى أنه تم رسم صوفي تاوبر – أرب على ورقة 50 فرنك النقدية السويسرية التي استبدلت بورقة جديدة في عام 2016.

ويظل بول كلي من رموز الفن الأوروبي المعاصر بدون منازع. وقد نشأ كلي في سويسرا وقضى أعواما طويلة في ألمانيا. درّس في معهد “باوهاوس” للفنون والحرف الشهير في ألمانيا، واضطر للعودة إلى سويسرا بسبب عدائه للنظام النازي في ألمانيا في الثلاثينات.

كانت رسوم كلي المُندَرِجة ضمن تيار الفن التقليلي (أو الحركة التقليلية أو التبسيطية) تهدف إلى “فتح عيون الشعب”. وفي صيف عام 2005، شهدت برن، التي ارتبط إسم بول كلي بها كثيرا تدشين مركزرابط خارجي ضخم يحمل إسمه. وقد تم بناء هذا المبنى المتمثل في ثلاث هضاب اصطناعيّة في شكل موجات البحر والذي يضم أكبر مجموعة من أعماله الفنية، وفقاً لتصاميم المهندس الإيطالي المرموق رينزو بيانو.

وقد أضيف المركز إلى قائمةرابط خارجي تضم أكثر من ألف متحف في سويسرا. وكما توضح الإحصائيات الأخيرة، لازالت معارض الفن تجتذب عددا متزايدا من الزوار.

لعل أكثر الفنانين السويسريين المعاصرين شهرة هو ألبرتو جياكوميتيرابط خارجي (1901 – 1966) المولود في بلدة “بورغونوفو” في الوادي الألبيني فال بريغاغليا (Val Bregaglia)، في الجزء المتحدث بالإيطالية من كانتون غراوبوندَن. وهو ينتمي إلى أسرة فنية، حيث كان والده جيوفاني جياكوميتي مصوراً ورساماً معروفاً يتبع مدرسة ما بعد الانطباعية، كما كان أوغوستو جياكوميتي ابن عم جيوفاني رساماً بالإضافة إلى براعته في فن الزجاج المُعَشَّق، حيث قام بتلوين زجاج نوافد بعض أهم الكنائس السويسرية.

وفي عام 1922، وعندما كان في عامه الواحد والعشرين، إنتقل ألبيرتو جياكوميتي إلى باريس، ليستقر به المقام هناك. وتكشف منحوتات الفنان السويسري الكبير عن نظرة غريبة ومُعَذَبة للواقع – وكان عادة ما يستمر في نحتها حتى تأخذ شكل الأجسام المُتطاولة الهزيلة المميزة لأعماله. كما خضعت لوحاته لإجراء مماثل، حيث تبدو شخوص جياكومتي معزولة ما يمثل ناتجاً لإعادة تشكيل مستمر.

المزيد

المزيد

من خُـردة معدنية إلى قطع فنية

تم نشر هذا المحتوى على عاش تانغلي طفولته الأولي في بازل ثم انتقل للعيش في فرنسا في عام 1952 حيث واصل مشواره الفني. وهو ينتمي إلى جيل الفنانين الروّاد بباريس في منتصف القرن العشرين. هذا الشريط يُلقي نظرة على خصائص الفن الحركي لدى تانغلي على مدار مسيرته الناجحة. (SF/RTS/swissinfo.ch)

طالع المزيدمن خُـردة معدنية إلى قطع فنية

الفنان السويسري الآخر الذي كان وجها مؤثرا في الحركة الطلائعية الأوروبية هو جون تانغلي (1925-1991) الذي ابتكر تماثيل وتركيبات معقدة من الخردة المعدنية. ولهذا الفنان متحف يحمل اسمهرابط خارجي بالإضافة إلى معرض دائم في الهواء الطلق ببازل.

للإطلاع على بعض اعمال الفنان تانغلي، تفضل بزيارة هذا الموقع.

لكن العدد الأكبر من الناس شاهدوا على الأرجح عمل الفنان السريالي المولود في خور- هانس رودي غيغررابط خارجي (1940-2014) دون أن يُدركوا ذلك حتى. وكانت أعمال غيغَر  الأحادية اللون والمُنغَمِرة غالباً في  العالم المثير والغريب والمظلم لاندماج الإنسان والآلة بأكثر الأشكال حميمية، مَصدر إلهام للمخلوقات الغريبة في افلام الخيال العلمي Alien (فضائي) للمخرج ريدلي سكوت. وقد فاز غيغَر بجائزة الأوسكار لأفضل مؤثرات سينمائية عن عمله في هذا الفيلم في عام 1979. ويمكن الإطلاع على أعمالرابط خارجي هذا الفنان والمصمم الفذ في متحف يقع في قصر “سان جيرمان” (Château St. Germain) بمنطقة “غروييَر” في كانتون فريبورغ.

(ملاحظة من التحرير: هذا المحتوى ظل مُحيّنا إلى حدود شهر يونيو 2017، إلا أنه لم يتم تحديثه فيما بعدُ).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية