مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعد عام على اعتداءي كاتالونيا برشلونة تكرم الضحايا دون تجاوز الانقسامات

أشخاص يشاركون في برشلونة في الذكرى الاولى لاعتداءي برشلونة وكامبريلس في 17 اب/اغسطس 2018 afp_tickers

بعد عام على الاعتداءين اللذين أوقعا 16 قتيلا في برشلونة وكامبريلس، كرمت إسبانيا الجمعة الضحايا من دون أن تضع جانبا الإنقسامات حول استقلال كاتالونيا.

وكان أهالي الضحايا دعوا إلى “تهدئة” في النزاع السياسي حول محاولة كاتالونيا الإنفصال في تشرين الأول/اكتوبر، والتي سرعان ما غطت على الصدمة الكبرى التي خلفها الهجومان في البلاد.

وفي جادة لا رامبلا الشهيرة في برشلونة حيث دهس جهادي المارة بشاحنته قبل عام، علقت لافتة طالبت بالإفراج عن زعماء كاتالونيا المسجونين لدورهم في إعلان الاستقلال.

وكتب أيضا “من دونهم هذا التكريم مهزلة”. وقبل التكريم وضع أقارب الضحايا أكاليل من الورد على فسيفساء الفنان خوان ميرو المتحدر من برشلونة، في وسط لا رامبلا.

كما علقت لافتة ضد ملك إسبانيا فيليبي السادس على مبنى في ساحة كاتالونيا حيث تم تكريم الضحايا بحضور الشخصيات السياسية الرئيسية في البلاد بينهم الملك ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز.

وكتب على اللافتة بالانكليزية “ملك إسبانيا غير مرحب به في كاتالونيا” إلى جانب صورة للملك ينظر الى الأسفل.

والملك فيليبي السادس الذي ألقى خطابا شديد اللهجة ضد الانفصاليين خلال أزمة كاتالونيا الخريف الماضي، واجه هتافات استهجان العام الماضي خلال التظاهرة ضد الإرهاب التي أعقبت الاعتداءين.

ورد أنصار وحدة إسبانيا لدى وصول الملك بهتافات “ليحيا الملك”. وخلال التكريم الذي لم تتخلله خطب تمت تلاوة شعر لجون دون في لغات جنسيات الضحايا وأداء أغنية جون لينون “تخيل” (إيماجن).

ولكي لا يتواجدوا إلى جانب الملك نظمت جمعيات انفصالية حفلات تكريم موازية لضحايا الاعتداءين.

– سانشيز يدعو إلى “الوحدة” –

في هذه الأجواء شدد بيدرو سانشيز في حسابه على تويتر على أهمية “وحدة المجتمع الإسباني التي تجعلنا أقوى في مواجهة الإرهاب والوحشية”.

في الساعة 16,30 في 17 آب/أغسطس 2017 انطلق المغربي يونس أبو يعقوب البالغ الـ22 من العمر بشاحنته على الجادة وقتل 14 شخصا بينهم طفل أسترالي في السابعة وطفل إسباني في الثالثة وأصاب أكثر من 100 بجروح قبل أن يفر منها.

والجمعة قال فيدل بولس (33 عاما)، أحد باعة الزهور الذين تغص بهم لا رامبلا “كنت محظوظا جدا لاني غادرت قبل نصف ساعة من الهجوم لكن والدتي كانت لا تزال هناك وحتى اليوم هي شديدة التأثر لما حدث”.

وأضاف “هذا يصح أيضا لبائع الزهور في الجهة المقابلة، فهو شاهد امرأة تموت ولا يزال متأثرا جدا”.

وتمكن أبو يعقوب من الفرار ثم سرق سيارة وقتل سائقها قبل أن تقتله الشرطة بعد مطاردة دامت أربعة أيام قرب برشلونة.

– “اعتقدت أني سأموت” –

بعد ساعات على هجوم لا رامبلا قام خمسة من شركائه بتنفيذ اعتداء مماثل ليل 17 إلى 18 آب/أغسطس بدهس مارة في منتجع كامبريلس جنوب برشلونة قبل طعنهم بالسكاكين. وقتلت إمرأة طعنا.

وقال روبن غوينازو، وهو أرجنتيني في الـ55 بين الذين أصيبوا في كامبريلس، متحدثا للصحافيين الخميس “طعنني جهادي في الوجه وادخل السكين على عمق 15 سنتيمترا. طعنني في العنق وشق الشريان السباتي والأوتار الصوتية واللسان (…) أعتقدت أني سأموت”.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجومين. لكن المحققين بحثوا عبثا عن صلات بين خلية تشكلت في ريبول حيث جند إمام متشدد عشرات الشبان من أصل مغربي، وبين مسؤولين في الخارج.

وقام هؤلاء الجهاديون بالتحرك بشكل مرتجل بعد انفجار عرضي في فيلا كانوا يصنعون فيها متفجرات قضى فيه الإمام، وكانوا يخططون لاعتداء أكبر بكثير كان سيستهدف موقعا مثل كاتدرائية “لا ساغرادا فاميليا” أو إستاد نادي برشلونة لكرة القدم أو حتى برج إيفل بحسب المحققين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية