مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اليمن يعلن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد على أراضيه

تلاميذ يمنيون نازحون يفترشون الأرض في مدرسة موقتة في مديرية عبس بمحافظة حجة، في 28 تشرين الأول/أكتوبر 2018 afp_tickers

سجّل اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم، الجمعة أوّل إصابة بفيروس كورونا المستجدّ في محافظة في الجنوب خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليّاً، في وقت لم تصمد هدنة من طرف واحد أعلنها التحالف بقيادة السعودية.

وأعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كوفيد-19 عبر تويتر “تسجيل أول حالة مؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بمحافظة حضرموت”، موضحة أن “الحالة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية”.

ونقلت وكالة سبأ للأنباء التابعة للحكومة اليمنية أنّ الحالة اكتُشفت في مدينة الشحر في حضرموت.

وأكّدت منظّمة الصحّة العالميّة في اليمن عبر تويتر أنّ “الحالة تحت العزل والمعالجة حالياً، ويتم تَتبّع جميع المخالطين وحجرهم صحياً”.

بعد هذا الإعلان، أقرّ مكتب محافظ حضرموت حظرَ تجوّل بدأ صباح الجمعة في مدينة الشحر والمناطق المجاورة ليوم واحد، إضافة إلى إغلاق كل منافذ المدينة.

وأعلن المحافظ أيضا إغلاق ميناء المدينة، وأمر العاملين فيه التزام حجر صحي لمدة أسبوعين.

كانت منظمات إغاثية حذرت من أن وصول كورونا ينذر بكارثة بسبب القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب.

يأتي تسجيل الإصابة بعد إعلان التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن مساء الأربعاء وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، في خطوة قالت الرياض إنّها تسمح بتركيز الجهود على الاستعداد لمواجهة كوفيد-19.

وفي بيان مساء الجمعة في نيويورك، رحّب أعضاء مجلس الأمن الدولي “بإعلان السعودية عن وقف إطلاق نار” من جانب واحد و”بالرد الإيجابي من قبل حكومة اليمن”. كما “دعوا الحوثيين الى البت في التزامات مماثلة بلا تأخير”.

– “أمر مخيف”-

وقالت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن ليز غراندي في بيان الجمعة “خشينا وقوع هذا الأمر على مدى أسابيع، والآن حدث ذلك. أصبح فيروس كورونا – كوفيد 19 موجودا في اليمن”.

وبحسب غراندي فإن “ما يواجه اليمن أمرٌ مخيف. فمن المرجح أن يعاني عدد أكبر من الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من المرض الشديد أكثر من أي مكان آخر”.

وتابعت “لم تعد تعمل سوى نصف المرافق الصحية فقط حاليا. ستكون محاربة هذا الفيروس شديدة الصعوبة، لكنها على رأس أولوياتنا”.

وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن ألطاف موساني “هدفنا ثني المنحنى الوبائي، ولهذا السبب ندعو المجتمعات الى التزام التباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل واتباع السلوكيات الوقائية”.

يشهد اليمن نزاعا مسلّحا على السلطة منذ 2014 حين سيطر الحوثيون على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن تتصاعد حدّة المعارك مع تدخّل السعودية على رأس التحالف في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

وقُتل في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعها الصحي وسط نقص حاد في الأدوية وانتشار أمراض وأوبئة كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش الملايين على حافّة المجاعة.

– اشتباكات متجددة –

وأعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون عن وقوع غارات جوية في محافظتي الجوف وحجة بعد ساعات من دخول الهدنة التي أعلنها التحالف من جانب واحد حيز التنفيذ.

وقال مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة اليمنية لفرانس برس إن الغارات استهدفت “عربات تابعة للحوثيين بعد ان رفضوا وقف إطلاق النار وسعوا لمهاجمة مواقع القوات الحكومية”.

واندلعت أيضا اشتباكات بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة في مناطق في محافظتي الجوف ومأرب، حسب المصدر.

من جانبهم، أكد الحوثيون عبر قناة المسيرة الناطقة باسمهم تسجيل “6 غارات لطيران العدوان (..) خلال الساعات الماضية على مديرية حرض” في محافظة حجة، إضافة إلى غارتين في محافظة الجوف.

ولم يصدر أي تعليق فوري من التحالف.

وكان التحالف أكّد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية مساء الأربعاء أنّ مدة الهدنة وهي اسبوعين “قابلة للتمديد”. وأوضح أنّ الهدنة تهدف إلى “تهيئة الظروف الملائمة (…) لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف بإشراف المبعوث الأممي”.

وسبق أن توصّل المتمرّدون والتحالف والقوات الحكومية إلى وقف لإطلاق النار غيرَ مرّة، لكنّ هذه الهدنات انهارت مع اندلاع مواجهات.

حضّت الولايات المتحدة الخميس الحوثيين على الاستجابة بالمثل لوقف إطلاق النار الذي أعلنته السعودية. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان “نحضّ الحوثيين على الاستجابة بالمثل لمبادرة التحالف”، معتبراً أنّ “الإعلان ردٌّ بنّاء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف للتركيز على مكافحة جائحة كوفيد-19”.

وقال المتحدث باسم المتمردين محمد عبد السلام لقناة “الجزيرة” الخميس إنّ “وقف إطلاق النار المعلن هو مناورة سياسية واعلامية هدفها تلميع الموقف السعودي الملطّخ بالدم خاصة في هذه اللحظة الحرجة التي يعيشها العالم في مواجهة وباء كورونا” المستجد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية