مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في لوزان يتم وضع قواعد لتنظيم استخدامات الطائرات من دون طيار

تزايد حضور الطائرات من دون طيار في الاجواء يحتّم وضع قوانين لتنظيم استخداماتها. Marcel Bieri

كيف يمكن دمج الطائرات من دون طيار في المجال الجوي؟ وهل ينبغي إيجاد طرق سيارة خاصة بهذا الصنف من الأجسام الطائرة؟ جمعية "Global UTM"، التي تم إنشاؤها مؤخرا ضمن المعهد التقني الفدرالي بلوزان ستتكفّل بوضع قواعد ونظم تسيير هذه الأجهزة، وفقا لما نقله التلفزيون العمومي السويسري الناطق بالفرنسية (RTS).

لقد اختار مراقبو حركة الملاحة الجوية، والشركات المصنّعة للطائرات من دون طيار سويسرا كمقرّ للعمل بدلا من الولايات المتحدة والصين وبروكسل وباريس. إذ كان لابدّ من اختيار منطقة مُحايدة سياسيا نظرا للرهانات التجارية والإستراتيجية الهائلة المرتبطة بهذا الملف، بحسب ما أوضحه بينيديكت رائب، الأمين العام لهذه الجمعية الدولية في حديث أدلى به إلى القناة السويسرية الناطقة بالفرنسية.

المزيد

بدأت هذه الجمعية نشاطها رسميا في شهر يوليو 2016، ويُوجد مقرها الرئيسي في مجمّع الإبتكار داخل مركّب المعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان. وفي الوقت الحاضر، توظّف هذه المؤسسة – التي يُوجد مقرّها بجوار أزيد من عشر شركات متخصصة في صناعة الطائرات من دون طيّار – 30 فردا يقدُمون من 15 بلدا، وهي تتوسّع بسرعة.

ولدى سؤاله عن سبب اختيار المنطقة المطلة على بحيرة ليمان، يُجيب بينيديكت كوردي: “إنها منطقة توفّر في دائرة لا يزيد قطرها عن 100 كيلومتر كل ما يُحتاج إليه: الشركاء الاكاديميون، والخبراء والمتخصصون في علوم الروبوتات وفي مراقبة حركة الملاحة الجوية. أما العمل المتبقي فيتم إنجازه بشكل افتراضي وفي تعاون مع شركاء في جميع أنحاء العالم”.

رهانات الشحن عبر الطائرات من دون طيار

مع مرور الوقت، يزداد عدد القطاعات التي تلتجئ لاستخدام هذا النوع من النقل الجوي، كقطاعات السلامة والأمن، والمراقبة والتفتيش، والنقل والزراعة. ويتعيّن الآن على مؤسسة Global UTMرابط خارجي أن تنكبّ بسرعة على واحدة من أبرز وأهمّ الموضوعات ذات العلاقة مع الروبوتات الطائرة، أي تسليم الرسائل والشحنات إلى أصحابها. وفي الوقت الحالي، لا زال هذا النوع من النقل محدودا بمدى البصر المجرّد في كل من أوروبا والولايات المتحدة، أي أنه يُحظر على المُسيّر إرسال الطائرة بدون طيار إلى أبعد من حدود بصره المجرّد.

في الأثناء، يتوقع الخبراء أن يزول هذا العائق في غضون 5 أو 10 سنوات بسبب التطوّر التكنولوجي المتسارع. وبالفعل، بدأت مؤسسة البريد السويسرية في القيام بتجارب على نماذج من هذه الروبوتات. كما تواصل الشركة الامريكية العملاقة “أمازون” من ناحيتها تطوير أجهزة خاصة بها لاستخدامها في شحن مبيعاتها إلأى العملاء، وهي بصدد المطالبة بمنحها مسارات سريعة خاصة بطائراتها.

طائرات بدون طيار لدى رجال الإطفاء وقوات الأمن والمزارعين

في لوزان، يجري تدريب اثني عشر عونا من رجال الإطفاء على التدخّل بإستخدام طائرات من دون طيار في جميع أنحاء كانتون فو. وتُمكّن هذه الآلات المتطوّرة التي تفوق قيمتها 50 ألف فرنك والمزوّدة بكاميرا للتصوير الحراري من التعرّف على مصدر الحرارة أو الإشتعال، وبالتالي استباق انتشار الحريق.

تستخدم أجهزة الشرطة في الكانتونات السويسرية الناطقة بالفرنسية الطائرات من دون طيار من أجل البحث عن الأشخاص في مسارح الجريمة وخلال الحوادث المرورية الخطيرة. كذلك، يُبدي القطاع الزراعي بدوره اهتماما كبيرا بهذه التكنولوجيا المتقدمة. وفي وادي الرون، مثلا، يستخدم العشرات من المزارعين هذا الصنف من الروبوتات الطائرة لحماية حقولهم ومحاصيل الذرة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية