مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تزيل أجهزة كشف المعادن من محيط الحرم القدسي وعباس يشترط العودة الى ما قبل 14 تموز/يوليو

جنود اسرائيليون يزيلون حواجز امنية امام باب الاسباط المؤدي الى المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة في 24 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

واصلت الأوقاف الإسلامية دعوتها الى عدم دخول المسجد الأقصى حتى تقييم الوضع بعد ان أزالت السلطات الاسرائيلية بوابات كشف المعادن من محيط الحرم القدسي فجر الثلاثاء والتي أثار تركيبها موجة من العنف الدامي.

لكن مئات من الفلسطينيين اقاموا الصلوات الثلاثاء عند باب الاسباط، احد مداخل البلدة القديمة في القدس بعد اعلان الاوقاف الاسلامية ان “لا دخول” الى المسجد الاقصى الى حين قيام لجنة تابعة لها بتقييم الوضع فيه.

وفي رام الله، اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعادة الامور الى ما كانت عليه في المسجد الاقصى لاستئناف “العلاقات الثنائية” مع اسرائيل، التي اعلن تجميدها مساء الجمعة.

وقال عباس في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية “ما لم تعد الامور الى ما كانت عليه قبل 14 من تموز/يوليو،لن تكون هناك اي تغييرات” في إشارة الى الاجراءات الاسرائيلية عند مداخل الاقصى إثر هجوم أقدم عليه ثلاثة شبان من عرب اسرائيل وأسفر عن مقتل شرطيين اسرائيليين والشبان الثلاثة.

واضاف “كل ما استجد من اجراءات اسرائيلية على أرض الواقع منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا يفترض أن تزول وأن تنتهي، عند ذلك تعود الأمور إلى طبيعتها في القدس، ثم نستكمل عملنا بعد ذلك فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بيننا وبينهم”.

واعتبر الرئيس الفلسطيني الثلاثاء ان “ما قررناه هو تجميد التنسيق الأمني وهذا قائم، والدفاع عن المقدسات وهذا قائم، ونريد أن ندرس ماذا جرى منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا لنرى ماذا سنفعل”.

وفي وقت سابق، افاد بيان من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الحكومة الأمنية المصغرة وافقت على “استبدال اجراءات التفتيش بواسطة أجهزة تستند الى تكنولوجيا متطورة ووسائل أخرى”.

ولم تتضح تفاصيل التقنيات المتطورة التي أشار إليها البيان الحكومي، لكن تم تثبيت كاميرات على المداخل هذا الأسبوع.

ورغم تأكيد مسؤولين مسلمين أن البوابات أزيلت بالفعل إلا أنهم أشاروا إلى أن اسرائيل تجري أشغالا في المكان قد تكون بهدف وضع تجهيزات ذكية لمراقبة المكان.

– تحذيرات من اتساع دائرة العنف –

رأى الفلسطينيون في تركيب بوابات إلكترونية محاولة اسرائيلية لبسط سيطرتها على الحرم القدسي فرفضوا دخوله وأدوا صلواتهم في الشارع. وفي ظل حالة من الغليان، ترافقت الاحتجاجات التي امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة مع صدامات أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين. وليل الجمعة، طعن فلسطيني أربعة مستوطنين اسرائيليين فقتل ثلاثة منهم في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة.

وحث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مسلمي العالم أجمع الثلاثاء على “زيارة” القدس و”حمايتها”.

صدر قرار الحكومة الاسرائيلية بإزالة البوابات بعد اتصال هاتفي بين العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ونتانياهو. ويرتبط الأردن وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1994 تعترف بموجبها الدولة العبرية بوصاية المملكة على المقدسات في القدس.

وأتى كذلك في أعقاب وصول جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى اسرائيل لإجراء محادثات بشأن الأزمة.

من جهته، أعرب مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الامن الثلاثاء عن امله بالعودة الى الهدوء النسبي.

وقال “لم نتخط هذه الازمة بعد. آمل بان تسمح الخطوات التي تتخذها اسرائيل بالعودة الى الهدوء النسبي. ونأمل جميعا في ان يحدث ذلك في الايام المقبلة، بالاتفاق بين الاردن واسرائيل والمشاركة الايجابية للسلطات الدينية، لتجنب دوامة عنف من شانها تدمير جميع فرص السلام في المستقبل المنظور”.

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر مساء الاثنين الى “احترام” مشاعر المسلمين، داعيا الى وقف الاجراءات الاسرائيلية ومؤكدا ان “هذا الامر يجب أن يتوقف، لابد وأن نحترم مشاعر المسلمين تجاه مقدساتهم”.

وتابع “من المهم أن لا نستدعي موضوعات او تجاوزات او اجراءات تستفز المسلمين سواء في فلسطين او في منطقتنا او في العالم الاسلامي كله”.

– خلاف دبلوماسي –

وسرت تكهنات بشأن دور خلاف دبلوماسي منفصل في دفع المفاوضات لإزالة أجهزة كشف المعادن.

فليل الأحد في العاصمة الأردنية عمان، قتل حارس يعمل في السفارة الاسرائيلية أردنيين قال إن أحدهما حاول الاعتداء عليه بمفك للبراغي.

وأصر الأردن على التحقيق مع الحارس فيما قالت اسرائيل إنه يتمتع بحصانة دبلوماسية.

وعاد الحارس إلى اسرائيل ليل الاثنين مع موظفين آخرين من السفارة بعد التوصل الى اتفاق على الارجح.

وخلال محادثاته مع نتانياهو، طلب الملك عبدالله من اسرائيل إزالة البوابات.

والثلاثاء، شارك آلاف الاردنيين وسط هتافات “الموت لإسرائيل”، في تشييع جثمان الفتى محمد الجواودة (17 عاما)، الذي قتل الأحد هو ومواطنه الطبيب بشار حمارنة اثر خلاف مع حارس اسرائيلي يعمل في سفارة اسرائيل بعمان.

ودعت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الثلاثاء الى “نصرة” المسجد الاقصى.

وقال القيادي في الحركة خليل الحية في بيان مخاطبا “المرابطين” في الاقصى، “لستم وحدكم بل كلنا معكم وهذه الصلاة دليل وحدة ومصير”.

وتثير اي إجراءات إسرائيلية في الحرم القدسي ومحيطه غضب الفلسطينيين. وفي العام 2000، ادت زيارة زعيم المعارضة آنذاك ارييل شارون إلى الحرم في إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام.

ويقع الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها بعد حرب 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية